في مظلة الحق لا شيء يسقط دون سابق إنذار ومهما اختلفنا في الرأي الحق يقال واقع لا محال.
المضلل يدس السم في العسل ليجعل حقيقة ما يقول مغرية أو أشبه بقنبلة موقوتة فيستغلها لصالحه، يظهر لك بعدة أوجه وعدة مقاصد ستجده باحثا نهما عما يريد الناس وتلميذ مجتهد في كل حوار.
ولكن لو قرأت ما بين السطور فستجد ان ما يقول ملغوما تتفاوت صحته من عدمها بين معنا وعلينا، لسانه يقول ما تريد سماعه لكنه مختلط بما يزرعه من فتنة، وهذا الشخص يتسم بالتلفيق الصريح فهو عنده الناس رمادي لا أبيض ولا أسود، تجاربه محدودة لكنه يعممها على كل شيء الناس أما عليه أو إليه.
لفظه هزيل تجده في أي موضوع يتعمد أن يكون له وحده صوت مسموع حبه لأن يأكل الجو يجعله يلتهم كل من يحاول أن يشاركه برأي، لا يتقبل النقاش لأنه يخاف أن ينكشف جهله للناس فتجده داعما لكل تغييب للعقل والدعوة إلى التفكر، يحب يكبر المواضيع متصيدا ماهرا للأخطاء، الواقع لديه مبني على أحكام لا يؤمن بحقيقة التغيير لان عقله مشغول بكيف يكون له صوت وتأثير.
المضللون بيننا لديهم أسلوب إقناع عجيب فهم لا يتوجهون مباشرة للشخص بل يلفون ويدورون حوله حتى يبدأ بإدراك الأمور بعين ما يقولون، لذلك يكون تأثيرهم أشد واستجابة الناس لهم أكثر.
في الحياة وجدنا لنخطئ ونصيب، فلن تجد أحد معصوما عن الخطأ لكن المضلل سيجعلك تواجهه بصيغة الذنب الذي لن يغتفر فتكون طوع يديه يشكلك كما يريد لن يجعلك تواجه ما فعلت بل سيجعلك كالظل تخاف من نفسك فتهرب منها قد يضللونك عن الحق ولكن سيضلون هم في واجهة الفكر المتسم بالعسر لا نستطيع تغييره بأي حقيقة لأنه نتاج صدأ الفهم الذي نغيب فيه القبول والاعتراف، القبول بما نحن عليه والاعتراف بما تقترفه يداك فلو تقبلت واعترفت فستنجو من مصيدة الضلال المبين.
المضللون موجودون بيننا قد يكونون أناسا وأحزابا وقد تكون أفكارا وخبرات كل شيء من شأنه ان يوقف محاولتك هو مضلل، كل شخص من شأنه ان يطمر الخير فيك، كل صوت من الخارج يحرضك على ان تكون نسخة منه هو مضلل عن الحق والحقيقة وعن سنة الله فينا وهي ان نولد من جديد مع كل تغيير.
@Dr_ghaziotaibi