المسؤول وظيفته صنع القرار وجعل الرأي يسهم بالفعل في تسليط الضوء على المشاكل من واقعية النظر إليها وإعطاء حل فعال وليس مجرد كلمات تقال على العلن لتثير الرأي وتحدث بلبلة.
وبيني وبينكم سئمنا من سماع «التراجع في تحسن، وتطور القرار، والوعود التي دوما لا نجد لها أي حجر أساس في الواقع».
فالمهنية في صناعة القرار ليست أن يكون عندك رأي فقط بل أن يكون هذا الرأي مبنيا لتسخير كل المعوقات لصنع خيار فعال.
وأن تكون جادا طوال العام تعمل لست منتظرا أن نذكرك بذلك أو نستضيفك لنطرح عليك السؤال المعتاد: شنو صار؟ ما الاقتراحات لنجد العجب والعجاب من التضاد وربما الكلمات التي لا تنطق عن عاقل.
بعض المسؤولين أثبت بالفعل الحكمة القائلة: الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيرا.
ريادة الأعمال ليست بالظهور في وسائل الإعلام وتسخيف المشكلة بمثل هذه الحلول التي تفتقر بكل أسف للمضمون، فالموضوعية لم تكن يوما بالتخصيص أو التعميم وكسب التعاطف العام.
فهل يعقل أن تقاس الأمور المهمة بنظريات لا تستوعب فعالية أي قرار نقترحه أو نقولها على سبيل التنظير فنفقد أهمية ما ندلي به كمسؤولين.
الهروب من مواجهة الفشل الذريع فشل يدعو المسؤول لأن يكون بعيدا كل البعد عن كينونة القرار لينشغل بالمعوقات والأسباب وربما أغلق الملف حتى إشعار آخر.
كثير من التصريحات أجدها بعيدة كل البعد عن مبادرات فعلية للحل ولا يتبقى مما قيل سوى سطحية التفكير وازدياد القال والقيل.
الافتقار لتناول أسباب أي مشكلة من جذورها يجعلنا ننشغل بالفروع فنهمل ثمرة القرار ونجعلها بعيدة عن المنال.
أيها المسؤول، حين تجيب عن المشكلة بمشكلة أعمق وهي الجهل بأصول الاطلاع على الأسباب ستضع نفسك في شاشة مبهمة من الرد والتواصل المشوش مع المشكلة المعاصرة.
فنقول في أنفسنا: ليته ساكت، فحين يتحدث المرء يكشف مدى معرفته من عدمها وللأسف برهن بعض المسؤولين في تصريحاتهم على جهلهم بالإصلاح وتناولهم مفردات صلاحيتهم على هامش النظر والتنظير وليس الفعل والتنفيذ.
أن تكون في منصبك غير مطلع على آخر المستجدات لصناعة القرار الملائم ستصبح جاهلا بما تقول تصفف الحكي لتحتال على العقول.
عزيزي المسؤول: مكانك غدا هو نتائج قرار وليس «كرسي دوار» فراجع نفسك ولا تحجم المشكلة بل واجهها وابحث عن حلول فعلية، اعترف حين تعجز عن إيجاد حل وحاول على الأقل أن تشارك المواطن في صناعته فذلك سيبرهن على مدى مصداقيتك ويجعلك مدركا لحجم مسؤوليتك.
Twitter @Dr_ghaziotaibi