جزء من الاستنكار يصب في مرحلة الإنكار الذي يأخذنا دوما لنفس النتيجة ونسأل بعدها أنفسنا ماذا نفعل والحل أمام أعيننا.
كثيرا من الأمور الشائكة مؤخرا كانت بسبب هذا الرفض المستميت لكينونة الأحداث مما جعلنا للأسف نفتقر للحلول ونجد أنفسنا في دائرة محاطة بالشكوك.
تجميع أي مفهوم مشتت بين الشرق والغرب دون وجهة تحتويه يجعلنا نطول الصالح والطالح في هجومنا وننال من أناس ليس لهم ذنب سوى انهم تحت الضوء.
سياج الحقيقة ليس وهميا بل هو يسع من الحبايب مية يحتاج لمن ينظر إليه ويواجه الحال ولمن يجعل سلوكه للبقية خير مثال فلا مجال للتهورات ورفع شعار المثاليات.
حين لا نستطيع ان نشير بأيدينا نحو العارض فسنظل طوال عمرنا نخاف من ظلنا.
فلا تأجيج الا وكان سببه رمادا قديما ولا تعزيز إلا وكان أصله اعتقادا جديدا.
القيمة المعنوية لم تعد رائجة كما السابق لأن قيمة الظاهر أصبحت هاجسا للكثير، وانعدام حس الذوق جعلنا نتطبع بكل عصري إلا الالتزام، وأقصد به التزام الوقت والسلوك، الكلمة والوعود شعورك انك قدها وقدود.
المسؤولية ستضعنا كل يوم أمام تطورنا وتجعلنا نتسابق مع أنفسنا في كل مجالات الحياة ان كنت شخصا تشعر بواجبك تجاه وطنك ستكون موظفا يراقب نفسه ووقته ويعرف كيف يكون حقانيا في إعطاء كل ذي حق حقه، ستحضر مبكرا عن موعد عملك، وسيكون لباسك رسميا يتناسب مع الدوام لان المظهر ينعكس على الجدية، ستحترم المراجع البسيط قبل الثقيل، ستجد الكثير من المغريات لكن سيكون صوت الضمير هو الذي سيحسم أي صوت.
أغلب الموظفين لا يعرف عن دوامه سوى انه آخر الشهر سيتقاضى مبلغا وقدره بعيد كل البعد عن الاهتمام بتطوير الأداء أو أخذ كورسات تدعم نطاق عمله.
البعض أصبح في تويتر حقوقيا من الدرجة الأولى ولو سألته عن حق زوجتك وعيالك عليك لوقف صامتا.
انشغلنا بحق الغير عن أنفسنا وبيوتنا حتى سمعنا العجب والعجاب فيما يخص قضايا العنف والطلاق.
تأجيل النقاش في المهم جعلنا ننسى الأهم وتضييع أولوياتنا في لخبطة المواضيع لنخرج مثل الشعرة من العجين.
كيف لك ان تهاجم في هاشتاق فلان وعلان بأقسى أنواع التجريح والشتم وبينك وبين نفسك أكلت مال قريب أو قطعت رحما أو هجرت زوجة.
كل قول في منصة حوار تويتر لا يعني صلاح الفرد بل قد يكون حجة عليه وليست له، لذلك لا تنساق خلف تضخيم وتشديد الحروف، أحيانا نقرأ بين السطور جهل العقول
فلا تتعاطى بجهل ولا تكن جزءا من تغريدات تلقي بالفتنة فتقسم البلاد والنفوس وتقتسم من حق غير مشروع.
@Dr_ghaziotaibi