باعتقادك كيف تكون الحياة لو كنا فيها لا نملك حق الاختيار؟
الجواب: سيكون دوما لدينا خوف من المجهول.
إذن، ماذا تنتظر اليوم لتصنع حياتك وتقرر ماذا ستكون عليه ذاتك؟!
أجهل ماذا أريد، لذلك سيكون من الصعب علي أن اختار دوما، سيكون لدي خوف من الفشل، لذلك من السهل أن اتبع السائد واختبئ خلف جموع الناس التي تهتف بصوت عال.
كثير منا لا يعرف كيف أو ماذا يختار وقد يخاف أن يقرر قرارا مصيريا في حياته لذلك يكون عرضه للخوف دون سبب.
وتجده إما يلوم باستمرار الحظ والناس أو يعيش بدور الضحية لسنوات.
بصراحة، ذلك نوع من الهروب يجد الإنسان فيه تخديرا لمشاعره وأفكاره حلا مؤقتا ظنا منه أنه لا يستطيع.
وفي الحقيقة، نحن من نختار ماذا نريد أن نكون عليه.
حين تكون واعيا كفاية برغباتك دون كبت سيصبح لديك حوار داخلي صحيح تناقش فيه ذاتك وتصل معها لخيار سلمي وقرار صائب.
أغلبنا يخاف أن يواجه ماذا يريد إما بسبب أننا لم نترب على الإفصاح والانفتاح على ما نريد.
فحين نقول نريد نتعرض للرفض دوما من قبل الأهل حتى أصبحت علاقتنا بالرغبات وقتية وملحة حين نريد، فإننا نريد الآن في هذه اللحظة.
وحين تلبى رغباتنا مجرد وقت قصير وتعود إلينا مشاعر عدم الاستمتاع والشعور بعدم الرضا.
ونبدأ من جديد دورة أريد كل شيء.
هناك أوناس تريد بإلحاح شديد حتى هي لا تعرف لماذا؟.
وناس تريد كل شيء حتى لو كانت لا ترغب فيه لمجرد ان تشبع الشعور بالنقص أو بعدم الرضا.
كل ذلك سببه الأول هو اننا لم نترب منذ الطفولة على طريقة طلب واضحة للإفصاح عما نرغب، كانت طريقتنا إما بالبكاء أو الصراخ وذلك سببه عدم الشعور بالأمان والتقبل.
الذي كان ناتجا عن سوء تعامل الوالدين مع رغباتنا.
فحين يبدأ الطفل بقول أريد نجد كلمات مثل: لا ما يصير، عيب، ماما تزعل أو بابا يغضب.
بدل التوضيح والحوار مع الطفل كشخص ناضج وسؤاله عن مدى حاجته لما يرغبه أو جعله مكافأة له حين يجيد التصرف.
قد يجد الأبوان تخويف الطفل حين يرغب بشيء ما قد يخسر تقبل أبويه له أو غضبهم منه، أسلوب تربية.
لكنه يخلق الرعب في نفس الطفل لو حاول فقط ان يرغب أو يريد.
مما يجعل لديه حاجز متين بينه وبين ورغباته حين يكبر.
نستطيع ان نقول للطفل لو رغب بشيء سأكافئك إذا ساعدتني أو اعتنيت بأخيك الأصغر.
ربط الرغبة بهدف يسعى إليه الطفل يشعره بالمتعة والثقة ويجعله يدرك ان الرغبات الحقيقية تحتاج لصوت واضح دون إلحاح.
لابد أن نفصح عنها باستمرار ونلبيها من خلال أهداف نضعها للذات.
لحظة من فضلك: الحلول المؤقتة التي نضعها لأنفسنا حين لا ندرك ماذا نريد أو نخاف من الفشل الذريع يبدأ مفعولها بالزوال.
Twitter @Dr_ghaziotaibi