مع تطور الأحداث حولنا في العالم، انتبهنا إلى وجود ثغرة نفسية بين الإنسان وما يدور حوله.
حاجز صلب بناه بإنكاره وتجاهله وربما بمبالغته في الأمور.
حتى وصل اليوم إلى طريق مسدود بينه وبين الواقع.
حين يكون هدفك الأول هو أن تنظر إلى الأمور كما هي ستتمكن من إيجاد وسيلة تحميك وتزيد من الوعي لديك، لكن حين تبالغ لدرجة كبيرة ستثير الرياح بوجهك حتى تهب عاصفة قوية تنتشلك من وسط ما أنت فيه وتنفيك الى مكان مظلم يتساوى فيه كل شيء عندك.
حتى يصبح لا يهمك شيء فاقد للإحساس.
يوم بعد يوم قد يزيد الحاجز طولا ومتانة لو استمررنا في مواجهة أي ظرف بنوع من التوتر والهلع وعدم محاولة إيجاد حل.
حواجزك النفسية قد تعيق استمرارية وصولك إلى حل مع الأزمات وقد تبقيك في حالة عراك دائم مع من حولك، لأن داخلك غير مستقر مضطرب معدوم الهوية النفسية.
يوم تريد وعشرة لا والغريب أننا نبدأ بتقييم الأمور من دون سابق معرفة نصدر الأحكام ونزيد من التواصل المعطوب حتى نصل ليوم نسأل أنفسنا فيه: ماذا نريد؟ لماذا كل شيء ضدي؟ ليش ما أشعر بطعم السعادة ولا قيمة الأشياء اللي عندي؟
أي أزمة تمر على الإنسان يحتاج فيها إلى مواجهة ومخزون احتياط من الأدوات المساعدة مثل ممارسة نشاط فكري قائم على ثلاثة أشياء:
١- التعبير دون شروط.
٢- الانفتاح على ما لا تريد وما تريد.
٣- التقبل مع محاولة بذل مجهود بسيط كل يوم لتكون أقرب للحل.
فيروس كورونا المنتشر كشف لنا حجم مخاوفنا وطريقتنا في التفاعل معها وجعلنا نكتشف بدائية تعاملنا مع الأحداث لنمر بحالة من الاستنكار فإنكار ومن ثم النكران لنصل الى نوع من التهويل في تداول الأحداث.
حتى ننسج نفس الفقاعة حولنا ونحلق فيها بمشاعر دفينة.
ظلـــت متــراكمة حتى هبت رياح أثارتها وجعـــلتنا نكتشف أننا لم نحظ يـوم بجلسة صراحة مع الذات ومعرفة من ماذا نخاف ولماذا وما سبل الوقاية؟
فنجد من يتطور معه الخوف ليصبح اكتئابا أو وسواسا ومن يكون في حالة من عدم الارتياح.
ومع الحجر المنزلي اكتشفنا أيضا أننا لم نتعرف الى بعض في يوم ولم نعط الآخر فرصة ان نعرف ما فيه من إيجابيات ولم نحظ بجلسة صراحة نراقب فيها الأمور عن قرب فنصل الى حل مع بعض.
السلبيات كانت هي العيون التي نرى فيها الحياة.
فحين نتشبث برأي لمجرد ألا نصبح غلطانين يصبح فهمنا ضئيلا.
كل الحلول لمشاكلنا الأسرية في متناول أيدينا لكننا كنا نغيبها لسبب ما.
قد يكون عدم تجاوبنا أو عنادنا أو فقداننا للحظة تواصل جادة.
هذا هو وقت البناء النفسي وإعادة ترميم العلاقات بشكل صحي.
وبدل الشجار لنعط أنفسنا فرصة التعارف من جديد على الإيجابيات.
في زمن الحجر لا بد من رفع الحرج وتجديد العهد وتبديد سوء الفهم.
Twitter @Dr_ghaziotaibi