[email protected]
في عام ١٩٨٥ ألقت السلطات البريطانية القبض على مواطن كويتي يتاجر في المخدرات، وعثرت بحوزته على ما يقارب 3 كيلو من الحشيش، وحين اطلعت على رصيده في البنك وما يملكه نقدا اكتشفت انه يملك مبالغ كبيرة يستحيل ان تكون محولة اليه من الكويت، بل هي متحصلات من التجارة في المخدرات في بريطانيا.
الشرطة البريطانية عرضت المتهم الكويتي على القضاء الذي أخلي سبيله بضمان مالي مع حجز جواز سفره والطلب منه الحضور يوميا إلى المخفر لتسجيل اسمه كإجراء من إجراءات التدقيق.
المتهم وكّل محاميا للدفاع عنه أمام المحكمة التي حددت له عدة جلسات لاستعراض قضيته، وكانت الإطالة واضحة من حيث استدعاء الشهود والاطلاع على تقرير ضابط مكافحة المخدرات، وكذلك الاطلاع على تقرير الأدلة الجنائية بشأن المخدرات المضبوطة.
المتهم بقي خارج السجن لمدة تزيد على عام ونصف العام استنزف كل ما لديه من أموال في البنك، وبدأ في الاقتراض من الكويتيين المترددين على بريطانيا، ثم بدأ يحث أسرته في الكويت على إرسال مصروف له ليتمكن من العيش هناك، وحينما وصل الأمر به إلى هذا المستوى، أبلغت الشرطة البريطانية القاضي بالحالة المادية عنه، والذي أصدر حكما بحبسه سنتين مع الشغل والنفاذ وإبعاده عن بريطانيا، هذا الإجراء تتخذه السلطات البريطانية مع الهارب فهد الرجعان والمطلوب للسلطات الكويتية، حيث أخلت سبيله بضمان مالي مليون جنيه ومنعته من مغادرة البلد مع حجز جواز سفره.
الهارب فهد الرجعان يملك أموالا كثيرة سرقها من التأمينات الاجتماعية، وحين شعر بأنه سوف يتعرض للمحاكمة فر هاربا إلى خارج الكويت، وتنقل بين عدة بلدان حتى استقر في انجلترا، وعندها ألقت السلطات البريطانية القبض عليه بموجب الاتفاقية الثنائية الموقعة بين الكويت وبريطانيا بشأن تسليم المتهمين.
السلطات البريطانية ستماطل في تسليم المتهم فهد الرجعان، ليس حبا فيه أو دفاعا عن مبادئ بقدر ما هو امتصاص واستحلاب ما يملكه من أموال مسروقة من مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي هي أموال المتقاعدين، ولن تسلمه إلى الكويت إلا بعد ان تتيقن من انها استنزفت منه أموالا كثيرة قد تصل إلى حافة إجباره على تصفية ما يملكه في بريطانيا.
الحكومة الكويتية عليها التحرك بسرعة لجلب المتهم فهد الرجعان إلى الكويت تنفيذا للاتفاقية الموقعة معها لتقديمه للمحاكمة، وكذلك التحرك لحجز كل ما يملكه من أموال نقدا أو عينا في بريطانيا قبل ان يستنزف كل أموال المتقاعدين التي سرقها.