رحل عنا ضيف عزيز يزورنا في كل عام مرة واحدة فقط، إنه الضيف الخفيف الكريم، انه شهر رمضان المبارك، شهر الطاعة والعبادة، شهر المغفرة والعتق من النيران.
لكن العجب العجاب هو احتشاد شياطين الإنس والجن واجتماعهم على إضاعة هذه النفحة والغنيمة والهدية الربانية التي لا تقدر بثمن ولا بكنوز الأرض كلها- وإن اجتمعت- اجتماع شياطين الإنس والجن على إضاعة الأخلاق والصيام والقيام والطاعات.
فقد أعدوا العدة وكأنهم قد أقسموا على إضاعة الطاعة، إضاعة شهر رمضان، فهذه المسلسلات وتلك البرامج كلها تؤدي إلى إلهاء الناس عن الطاعة، وليت هذه البرامج وهذه المسلسلات نافعة تعيد مجد الأمة، أو تقدم موضوعا هادفا أو قدوة صالحة للشباب ولكنها للأسف في مجملها هابطة ساقطة، مع التأكيد على أنني لا أعارض الفن الهادف الذي يبني ولا يهدم ويصنع القدوة في كل المجالات حتى تنهض أمتنا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وليعلم كل صاحب قلم أنه محاسب أمام الله تعالى عما تخطه يداه وينطق به لسانه ويحبره قلمه ويسطره:
وما من كاتب إلا سيفنى.. ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء.. يسرك في القيامة أن تراه
وكذلك كل من قام بدور أو أدى مشهدا فالكل محاسب، فاحذروا من عقاب الله تعالى وقدموا الهادف النافع في كل المجالات، لأنكم بهذا تهدمون الأمة كلها فأحسنوا الاختيار، وإني لأعجب كل العجب مما يحدث وأتساءل لماذا كل هذا الإعداد والاحتشاد لإبعاد الناس عن طاعة ربهم؟!
بل وتقديم كل هذا الإسفاف؟! قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) وأقول للقائمين على وسائل الإعلام بكل أنواعها اتقوا الله في الأمة وشبابها وشيبانها وأطفالها ولا تضيعوها وتضيعوا أخلاقها ودينها وعاداتها وتقاليدها فأنتم مسؤولون عما تقدمون أمام الله عز وجل، قال تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) اتقوا الله ولا تكونوا عونا للشيطان وجنودا له واعلموا أنكم محاسبون.
كما أقول لكل مسلم لا تضع وقتك فيما لا يفيد فإن الوقت هو العمر
دقات قلب المرء قائلة له.. إن الحياة دقائق وثوان
وها نحن قد تخرجنا بشهادة عظيمة (لعلكم تتقون) فليكن حالنا بعد رمضان ترجمة عملية لهذه التقوى في كل مناحي الحياة في الأخلاق والمعاملات والعمل.. وفي كل شيء.
فعساكم قد اغتنمتم هذه النفحات الربانية عسى أن تكون نفحة من نفحات الله قد أصابتنا فلا نشقى بعدها أبدا.
تقبل الله منا ومنكم .. وكل عام أنتم بخيرن تكون نفحة من نفحات الله قد أصابتنا فلا نشقى بعدها أبدا.
تقبل الله منا ومنكم .. وكل عام أنتم بخير
[email protected]