اختلف معظم العلماء في ماهية العقل، ولم يتفق لهم رأي في هذا الشأن، لعظمة هذا الخلق ووزنه وقيمته لدى بني البشر ولتميزهم به!
ولا يحاسب فاقد العقل ويطلق عليه فاقد «الأهلية» في القانون الوضعي ولا يكلف في الدين وبجميع الأديان السماوية والوضعية أيضا بأي تكاليف ورفع عنهم الحرج!
فمن يملك هذا العقل هو بكل تأكيد يملك وجوده البشري وفطرة خلقه والذي استخلفه الله سبحانه في إعمار الأرض!
العقل وأسراره وتكوينه وفوائده لا أستطيع اختصارها في مقال، ولعلني اصل بك إلى الأهم من طرحي لهذا الموضوع بالتحديد!
عرف العقل في الدماغ كوظائف والذي يحتوي عليها فيطلق على وظائف العقل كوجود في الدماغ والقدرة التخزينية!
ولكن سعة العقل تتعدى هذا الحيز من الرأس وتتجاوزه لتصل إلى أبعد من حدوده!
لترى الحياة بالعين وتسمعها بالأذن وتشم رائحتها بالأنف وتحس بها في اللمس وتتذوق ملذاتها في اللسان وتأتي الإشارة إلى الدماغ بهذا كله وتتعرف على الحياة!
هذه هي مسيرة ووظائف الدماغ.
لفهم الكون وحياتك وبه تختزن صور الأشياء في الدماغ والذي يقع في مؤخرة الرأس وفي ظلام حالك وبمساحة لا تتجاوز سنتيمترات!
ولقدرة العقل فهو يبتعد عن هذه المساحة وقدراتها كثيرا وكثيرا جدا! فما هو إذن العقل؟!
العقل هو ذاته الروح فلا يتعدى فطرتها ولا يوجد عقل يجهل حقيقة الوجود وقدرة الله خالق كل شيء!
حتى إن المشرك يعرف الله ولكنه يشرك معه إله أو آلهة!
ولو كان هذا العقل سليما ووصلت له فكرة التوحيد كما هي وبصورة لا يدخلها عنف وعنصرية وريبة وعوامل أخرى، لما تردد ولا تأخر عن فهما لأنها موجودة في فطرته!
وحتى من قلنا عنهم في البداية فاقدي الأهلية ولكنهم في الحقيقة لم يفقدوا الفطرة بل ولم يتجاوزوها بأي حال!
ولو سلمنا بأن العقل هو الفطرة، فالفطرة بكل تأكيد هي الروح وقال الله تعالى: (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)
والروح أسرارها عند الله والعقل ذلك الواصل بين الحواس والفطرة لرؤية الحياة والتعايش معها ومع ظروفها، العقل حاجة تذهب بك لفهم كل شيء في حياتك او العكس فتكون أغبى من ان تفهم!
بين كمال العقل ونقصانه مسافات، وهي متفاوتة بين عقل وآخر في قدرته على التعلم والحفظ واختزان التجارب وحتى الاستفادة منها فيما بعد وفي مواقف أخرى!
وهناك من يجمع بين العقل والنفس وهما مختلفان فالعقل هو القدرة على التفكير ووزن أي أمر!
بينما النفس هي إلهام يقع بين فجور وتقوى!
والعقل ميزانك وهو القادر على الذهاب بك اما للتقوى واما للفجور!
فسبحان الله خالق كل شيء.
خطوة: العقل توأم الروح والقلب توأم للنفس، فلا يستطيع «عقل» إنكار حقيقة ولو أبدى ذلك ظاهرا، ولا يستطيع «قلب» إنكار حب ولو بدا ذلك ظاهرا!
[email protected]
m_alsaeidi@