احتفل العالم بليلة رأس السنة الميلادية وقد تم ذلك في بلدان ديانتها المسيحية وأخرى كثيرة ديانتها الإسلام. وقد رأينا في كويتنا ديرتنا الأصيلة الكل يحتفل، يحتفل حتى المسلمون منا يحتفلون ببدء عام ميلادي جديد يوم الجمعة الأول من يناير 2016... لقد رأينا نحن المسلمين بأم أعيننا مضي ليلة أنارت المفرقعات سماءها الظلماء وفرح الصغار وكذلك الكبار آباء وأمهات، فرحوا وهللوا، نعم أقول «هللوا» سعادة وسرورا بالسنة الميلادية الجديدة، فيما امتعض قلبي وحار حزنا وأسى لمثل هذه الليلة الفريدة غيرما هي الحال حلول عام ميلادي جديد لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ما فتئت روحي تذكره ويتراءى لناظري أنا في تساؤل مقيت لمَ لمْ يكن الاحتفال بالمولد النبوي المحبب إلى روحي على نفس المستوى؟ واكتفينا بخطب أو كلمات تذكرنا نحن المسلمين بأن عاما هجريا قد بدأ من جديد؟
مر ذلك اليوم لتراني أصوم وأصلي وأسبح طويلا، حيث لا مجال لغيره من يوم في ذاتي، فالمولد النبوي هو يوم مقدس ومشهود بكل ما يحمله من طيبات النيات، تلك النيات الخالصة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وطيب الله ثراه. نعم أحبك يا أبا الاسلام، نعم أهلل وانبلج بروح سعدي ان جاءت، فلقد جاءت بالطيبات من الافعال والذكر المبين، فنحن مسلمون وتفرح قلوبنا في يوم المولد النبوي حلول خيرات بعد خيرات وعطاءات بعد عطاءات، وكفى أن كتب الله علينا أن نولد ونحيا ونعيش في ذكر الرحمن وقراءة القرآن الكريم، فهو الآمر لنا بالأفعال الخيرة والناهي عن مضاداتها من سيئات ربما نقترفها لزلات السن دون إدراك منا بما تحمله من شرر الافعال ولكن يعرف الجمع «وإنما لكل امرئ ما نوى، وان نيته سوف ترى».
إن القرآن الكريم كلام الله عز وجل أنزله جبريل عليه السلام على رسولنا الكريم لينتشر عند أقوام وأقوام يبجلونه ويتطهرون بالتمسك به وقراءة كلماته الفصيحة المعبرة عن الخيرات والأمانات والتمسك بالفرائض والسنن وحفظ ذات البين لكل ما يقوم به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تقربا لله جل جلاله واحتراما وتبجيلا وأداء لأعمال لا تشوبها شائبة أو نية من عسر أو شرر. نعم نحب رسولنا محمدا وأرى الاحتفال بميلاده وهجرته المقدسة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة. ومن هنا نبع في ذات قلبي وروحي حبي الفريد وتقديسي لشخصه الكريم لأرى وخير ما أرى وأتمنى احتفالا مهولا وطهورا بالعام الهجري الجليل، لا أن يمر علينا اليوم الأول منه مرور الكرام، بل انه قديم وقد نسينا أو تناسينا جمال ذكره المبين وما تبثه قلوبنا له من فعل كل ما فيه خيرات للمسلمين وعطاءات طيبة تثلج صدور الفقراء والمساكين والمشردين واللاجئين وغيرهم ممن هم في عوز بل وأقصى حاجة وإن قلّ قدرها فلعلنا اخواتي واخوتي المسلمين نتذكر المناسبات الاسلامية ونحترمها ونحتفل بها ونتقرب خلالها لله جل جلاله، قال تعالى (وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى)، وأيضا (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وكذلك (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) صدق الله العظيم وأخيرا (فذَكِّر إن نفعت الذكرى)، و(فإن الذكرى تنفع المؤمنين).
[email protected]