في العقدين الأخيرين من الزمن، أقدم العالم بشكل منقطع النظير على مجال التنمية البشرية، وظهرت آلاف الكتب التي تتحدث عن النجاح وبناء الشخصية والحياة الإيجابية وما يقابلها على النقيض من طاقات سلبية تؤثر على حياة الإنسان.
وعمليا فإن هذا العلم موجود منذ فترة بعيدة في الغرب قياسا إلى وجوده في عالمنا العربي، واشتدت الحاجة إليه عندنا بعد سلسلة من الإحباطات العامة والتي تحولت أو انعكست على الفرد.
وقد حقق هذا العلم نجاحا كبيرا وبيعت مئات الألوف من الكتب التي تتحدث في هذا الإطار، وأقيمت العديد من الدورات الخاصة به، ولفت نظري نشاط تقوم به الشيخة انتصار الصباح، وهي من النساء الناشطات ثقافيا واجتماعيا ولكن بهدوء شديد، فقد اصدرت قبل فترة كتابا مهما عن شخصيات كويتية بارزة بعنوان «كلام من ذهب»، والنشاط الجديد سيكون من خلال مؤسستها «النوير للإيجابية»، وتحت عنوان «فكر، اعمل، عيش بإيجابية».
وأتحدث هنا بمعزل عما سيدور في هذه الدورة، فإن المحاور الثلاثة هي صميم ما يعانيه مجتمعنا الكويتي اليوم، فكثير منا هو اتكالي بتفكيره على الآخرين، تعجبه الأفكار الجاهزة ويستقبلها دون نقاش أو رفض أو تحليل، ما يؤدي بالشخصية إلى ضعفها في اتخاذ القرار، أما المحور الثاني، فيعكس سلوك شريحة كبيرة من الجيل الذي لا يهتم بالعمل كونه يعتمد على الأسرة، ولا ينمي الثروات التي يستهلكها.
أما العيش الإيجابي، فهو ما نحتاجه اليوم بعد انتشار الطاقات السلبية في حياتنا، ويعرف العلماء هذه الطاقة بأنها «غير منظورة لكننا نحس بأثرها فينا وندركها لكن لا نراها، ولذلك علم الطاقة بالنسبة لنا مثل علم الكائنات غير المنظورة»، وهي تتشكل نتيجة عوامل نفسية يسببها الإحباط.. وما أكثره اليوم من حولنا!
[email protected]