في 2/8/2018 نجحت العديد من الأوساط الإعلامية والاجتماعية في مواكبة ذكرى غزو الكويت الذي وقع يوم 2/8/1990. ان اهم النقاط الإيجابية هو التذكير بهذا اليوم بالرغم من عدم إمكانية نسيانه البتة لأولئك الذين عايشوا الاحتلال، لكن الجيل الحالي قد لا يكون لديه قدر في ذكرى هذا اليوم كالذي يعرفه من تعايش معه بكل أبعاده. هل نحن بحاجة لتذكير عيالنا؟ نعم نحتاج من يعلم ويذكر أبناءنا باحتلالنا يوما خاصة بعد ان اختفت العديد من وسائل التذكير به ورفعت الجرائم الصدامية من مناهجنا وشوارعنا ومياديننا ودواوين بعضنا لتختفي آثار الغزو ويبقى مخزونها في ذاكرة الألم والحزن والقهر القابع في نفوس الكويتيين الذين يموتون حسرة على فقد أعزائهم وأحبتهم بعد ان قضوا برصاص الغدر من جار مسلم اقبر عقيدته وإسلامه عند حدود بلده ليدنس ارضنا من بوابة العبدلي ويعلن ضم الكويت له.
خيرا فعل تلفزيون الكويت وبعض القنوات الفضائية الكويتية وغيرها في التفاعل الإيجابي لمواكبة هذه الذكرى الأليمة ليرى ابناؤنا ماذا فعل الأخ المسلم بأخيه والجار بجاره وأبناء النسب والعمومة، وكيف ان الغدر والخيانة تأتي من قريب فاستوجب الانتباه، خيرا فعل من قام بإنتاج وعرض فيلما - باستحياء - يحكي بطولات شبابنا وفق سيناريو نجح في ايقاظ من غط في سبات عميق. جميلة تلك الفعاليات الوطنية التي قام بها مكتب الشهيد بعرض صور لشهداء ابطال الكويت في اكبر مجمع تجاري بالكويت ليشاهد أطفال اليوم بأم أعينهم تلك الوجوه التي وقفت امام جحافل الغدر والخيانة وصرخت بوجه المعتدي معلنة ان الكويت للكويتيين فقدموا أرواحهم ثمنا رخصوا بها ليكونوا نموذجا لشهداء الواجب، وأجمل قيام الكثير من أولياء الأمور بتعريف أطفالهم بشهداء الكويت وهم يروون لهم ملامحهم البطولية (هذا البطل فلان الذي عمل بالمعتدين كذا وكذا، وآخرون يشرحون لأطفالهم ماذا يعني الغزو تماما كما التعريف بيوم التحرير) وسط ذهول وشرود أطفال جيل اليوم.
جميل جدا ذلك البرنامج التلفزيوني «سنة 90» الذي سرد وقائع جريمة الغدر بتسلسل تراجيدي مؤلم لاغتصاب وطن ومواطنيه، وسيقدم للأجيال القادمة كيف لجغرافية الأوطان ان تتبدل ولحدود البلدان ان تختفي. قامت احدى القنوات الفضائية السعودية الخاصة بعرض برنامج حول ذكرى وفاة الملك فهد، رحمه الله، حيث عرض جانب منه قصة احتلال الكويت ودور المملكة العربية السعودية في تحريرها، قدمته تلك القناة الأكثر انتشارا على المستوى العربي والخليجي (حسب معلوماتي) ليتسع نطاق مواكبة ذكرى غزو الكويت عربيا وخليجيا، وتساهم هذه القناة مشكورة في تصحيح الأخطاء ودحض الأكاذيب التي كانت ولاتزال تهب علينا بين الفينة والفينة مع نسمات الربيع العربي المشؤوم قدمتها تلك القناة بالأدلة والبراهين الداحضة التي تكذب ادعاءات البعض عن غزو الكويت واحتلالها! وكذا حتى يعلم الذي لا يعلم ويتذكر الذي لا يريد ان يتذكر.