أرسل قيصر الروم لمعاوية الرسالة التالية: علمنا بما وقع بينك وبين علي بن أبي طالب، وإننا لنرى أنكم أحق بالخلافة، فلو أمرتني أرسلت لك جيشا يأتون إليك برأس علي، فكان جواب معاوية: أخوين تشاجرا فما بالك تتدخل فيما بينهما، إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي، يأتونني برأسك أقدمه لعلي. وكما يقولون باللهجة العامية «ابلع العافية» مشاكلنا نحن نحلها، وعن اللقافة.
لا شك بأن الشعوب الخليجية ستظل متفهمة أن ما حدث بين الأشقاء هو شأن سياسي قد يحدث في أي وقت وإن هذه الخلافات قد تحدث في البيت الواحد، مما يتطلب من أصحاب «الحكمة» والرأي السديد تقريب وجهات النظر من أجل حلها في أسرع وقت لكي تعود المياه إلى مجاريها، وبالطبع فإن صاحب الحكمة والرأي السديد أمير الإنسانية «أبونا صباح»، الله يحفظه، قادر على لم شمل البيت الخليجي بسياسته الهادئة المعروفة وحنكته السياسية الطويلة في معالجة مثل تلك الأمور، إن تدخل سموه، حفظه الله ورعاه، أوجد ارتياحا على كل المستويات الخليجية فعساها تكون سحابة صيف وتنزاح.
إن الشعوب الخليجية ستظل متماسكة رغم وجود بعض الخلافات «السياسية» العابرة، كما ان وحدتنا ستكون السد المنيع لأي مثيري للفتنة كما هي قصة معاوية وهرقل وكل من يستخدمون آلاتهم الإعلامية من أجل ضرب الشعوب الخليجية بالاستهزاء والتدليس.. من أجل تمزيقه ولكن «هيهات» على «شواربهم»، فحكام دول الخليج العربية، الله يحفظهم، لن يعطوا لتلك الأبواق أي فرصة في سبيل تحقيق مرادهم، فسيكسرون تلك الأبواق على رؤوسهم بإذن الله تعالى.
وأخيرا.. يجب علينا كشعوب خليجية ان نترك الحديث عن تلك الأمور السياسية وعدم الخوض فيها مهما كانت تلك الأسباب واتخاذ شعار «لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم»، لأن الخوض في مثل تلك الأحاديث من تصريحات.. قد يتطور إلى أمور قد لا نحمد عقباها، فلنتركها لأنها بيد أمينة قادرة على حلها بإذن الله، ويجب علينا أن نسكت كل حاقد وحاسد يريد أن يصب الزيت على النار (عسى الزيت يحرقهم شبابة النار) لأنهم بتلك الأجواء يتكاثرون لأن في قلوبهم مرضا ونشاطهم يتركز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلنقف جميعا حاجزا لكل إشاعة أو قذف.. يريدون منه زعزعة أمننا واستقرارنا، إن مشاكلنا وخلافاتنا نستطيع أن نحلها داخل البيت الخليجي بدون تدخل من أحد بفضل حنكة قادتنا، حفظهم الله ورعاهم.
آخر المطاف: نتمنى في هذا الشهر المبارك ان تظل دول مجلس التعاون كما عهدناها قوية وشامخة بفضل سياسة حكامنا الله يطول بأعمارهم ويعطيهم الصحة والعافية.
[email protected]