سألني: يا بوفهد ليش ما تمدح «فلان» أو شخصية معروفة بمقالك في الجريدة ويحوشك من الطيب نصيب؟! ضحكت وقلت: راح أرد على سؤالك بمقالة هذا الأسبوع من أجل الفائدة العامة وها أنا أوفي بوعدي لك يابوالطيب نصيب.
تعلمت من خلال خبرتي المتواضعة أن الكاتب مهما كان «مغمورا» فإن هناك أعينا تراقبه فيفترض أن يكون أمينا وصادقا مع القارئ فيما يكتبه حتى يشعره بأنه موضع ثقة، إن المدح في كثير من الأحيان دون مناسبة أو فعل حقيقي يعتبر سخرية بطريقة غير مباشرة من الشخص نفسه، فكما يقول أحدهم: إذا مدحك شخص بما ليس فيك.. فلا يُؤمَن أن يذمّك بما ليس فيك، ومعناها باللهجة المحلية (الحي يقلب).
المدح تحبه «النفس» وهي فطرة بالإنسان تشعره بالفخر بأن ما قام به هو عمل رائع يستحق الثناء عليه، وفي الوقت نفسه تحفيز للآخرين للاقتداء بعمله ولكن «المصاخة» وتعني المبالغة غير محببة حيث يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبدالله ورسوله» رواه البخاري.
هناك الكثير من المسؤولين يستمتعون «بتلميع» أنفسهم ويقربون هذا الصحافي من أجل إبرازهم أمام من بيده القرار ويطلبون منهم أن يكتبوا عن بطولاتهم وإنجازاتهم وطبعا كله كلام «فاضي» وكل شيء بحسابه وهنا يأتيك على قولتك بالطيب نصيب!!
إن العمل الجاد مهما كان من قام به سواء شخصية عامة أو شخص عادي تستطيع أن تكتب عنه، وكما يقول المثل: لا تمدح «البخور» لين تحطه على الفحم، ولا تمدح الناس لين تجربها، وحقيقة الأمر اللي «ودانا» بداهية هو المدح في غير محله (تمام يا أفندم) ويجعل ذلك المسؤول يعتقد أن ما قام به صحيح وهو «خربوطة».
وأخيرا.. هناك كتاب مميزون يقومون بأداء عملهم على أكمل وجه من أجل إبراز مواطن الخلل بهدف إصلاحه بأسلوب «صادق» دون الحاجة للتكسب المادي لإيمانهم الراسخ بأن الكتابة هي «منارة» يستدل بها الآخرون على طريقهم الصحيح بعيدا عن النفاق، كما أن مبدأهم لا يتغير، وهم في أعين القراء «نماذج» وطنية تحب الخير لوطنها وهدفها الإصلاح فصفقوا لها وأحبوها، فزادت نسبة القراء لديه وهذا ما لمسته مع جريدة «الأنباء» فأصبحت من أكثر الصحف المحلية انتشارا.
[email protected]