جلست الضفادع على إحدى الأوراق في البحيرة تحت ضوء القمر ودارت أحاديث بينهم وفجأة قال لهم أحد الضفادع: لولا أن سمعي ضعيف لما كنت جالسا بينكم الآن وسأحكي لكم مغامرتي:
كنت أتمشى مع مجموعة من الضفادع بسعادة وضحك ونستذكر ذكريات الطفولة وفجأة سقطت أنا وصديق الطفولة في حفرة عميقة جدا، وحاولنا الصعود دون فائدة خاصة وإن الأكسجين قد بدأ يقل في الأسفل، فكلما صعدنا شعرنا بالتعب وبدأ أصدقاؤنا بالصراخ علينا بأن نستسلم لأننا ميتان فلا داعي للتعب، وفعلا استسلم صديقي للموت وهو في عز شبابه أما أنا فلم استسلم للتعب وقاومته وبعد فترة طويلة استطعت الصعود والوصول للقمة وهنا سألني أصدقائي: ألم تسمع صراخنا بأن تستسلم للموت مثل صديقك فقلت لهم: أنا سمعي ضعيف وخاصة أذني اليمنى التي لا أسمع بها شيئا وكنت اعتقد أن صراخكم هو لتشجيعي بألا أستسلم للموت فلولا أن سمعي ضعيف لكنت كحال صديقي ميتا.
أخيرا.. إن هذا الضفدع المتفائل قد أعطانا درسا وحكمة بأن الفشل هو التوقف عن المحاولة كحال صديقه، أما النجاح فهو الاستمرار بالمحاولة عندما يتوقف الآخرون إلى أن ننجح كحال راوي القصة الضفدع، وعلمنا أن التفكير في أن الحياة حلوة والمستقبل زاهر وأن لدينا أهدافا نريد أن نحققها فتلك أهم العوامل لكي نخرج الطاقة الكامنة في داخلنا فتجعلنا نعمل المستحيل من أجل إنجازها، وأن قدراتك ستعرفها بشكل واضح عند مواجهة الصعوبات فكما قالوا: إن قيادة السفينة في المياه الهادئة لا تظهر قدرات قائد السفينة، إننا نحتاج مثل هذه الضفادع أن تنتشر بيننا من أجل أن يتعلم البعض من الموظفين والمسؤولين علم المثابرة والتحفيز والتي قد بدأت تختفي في إنجاز مهامهم ويعطي ذلك الضفدع دورات مجانية للكثير ممن مات فيهم الأمل فأصبحوا عبيدا للكسل وعدم التطور والحماس... بدلا من الدورات التي يذهب إليها البعض من المسؤولين دون أي فائدة سوى الأكل في البوفيهات أو «التسوق» إذا كانت الدورة خارجية! فهل سنرى بعضا من تلك الضفادع يعمل لدينا كخبراء؟
[email protected]