لو سألت الغالبية من الناس عن معنى مقولة: كما تدين تدان، لأجابوك بأنها تعني كلما عملت أمرا سيئا فسيرجع إليك! هناك مفاهيم مازالت محفورة في ذاكرة الكثيرين بسبب تخلف دراستنا أو ثقافتنا أو أن هناك أشخاصا «زرعوا» تلك الأفكار وجعلوها ثابتة وكل من يغيرها سيصيبه عذاب دائم! وكأنهم يقولون: يا ويلكم ودربالكم فاقتصرت تلك المقولة فقط على كل عمل خطأ تقوم به في حياتك فمثلا: فإذا آذيت جارك فسيؤذيك جارك.. وهكذا، فأصبح المفهوم السائد في مجتمعنا هو التحذير ثم التحذير دون أن تكون هناك نظرة إيجابية عن ذلك المفهوم، فالإسلام دين تفاؤل، فلو غيرنا مقولة كما تدين تدان للأمر الإيجابي فستتغير مفاهيم كثيرة لدينا فعلى سبيل المثال:
٭ إذا كنت معلما مميزا في فصلك وكنت حريصا على طلابك فإن من يقوم بتدريس ابنك بالمقابل سيكون مثلك تماما، فحرصك على أبناء الآخرين ستجده أمامك، فكما تدين تدان.
٭ عندما تتعامل مع والديك بالمعاملة الحسنى والأخلاق والاحترام.. فإن معاملتك ستنتقل إلى أبنائك وسيعاملونك كما كنت تعامل والديك تماما، فكما تدين تدان.
٭ كلنا سمعنا أو قرأنا الحديث عن ان رجلا قد سقى كلبا كان عطشانا فأدخله الله سبحانه وتعالى الجنة فهذه دلالة على أنه حتى البهائم تدخلنا الجنة فكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «في كل ذات كبد رطبة أجر» فكما تدين تدان.
٭ تسهيلك لأمور الناس ووقوفك مع المحتاجين وعمل الخير وتفريجك همهم... بالتأكيد بإذن الله سيرجع لك بالمثل، فكما تدين تدان.
أخيرا.. اعجبتني مقولة: كما تدين تدان ليس فقط في الانتقام، فكما تدين تدان حين تجبر خاطرا.. وتزيل هما.. وتسعد نفسا.. فسيأتي اليوم الذي يرد لك جميلك، فهل مازالت النظرة التشاؤمية لتلك المقولة «راسخة» في فكركم؟
[email protected]