الظاهر ان لهجتنا المحلية قد سبقت مدرس مادة العلوم والذي كان يعلمنا ونحن صغارا بأن قلب الإنسان وظيفته فقط هو ضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة وتزويده بما يحتاجه من أوكسجين وغذاء عبر الشرايين وينتهي الدرس ونقلب الصفحة إلى درس جديد! فعندما كبرنا عرفنا بأن القضية ليست ضخ دم كما «علمونا» بل للقلب وظائف أخرى «مهمة» جدا فهو يشعر ويتألم ويحب ويمرض.. رغم أن القلب شكله واحد ولكن له مسميات غريبة وعجيبة في لهجتنا المحلية من أهمها:
٭ قلبه «خضر»: هذا الإنسان قلبه أخضر مثل العشب «عرباوي» يعشق ويتنفس الحب على طول وهو «خطير» ما منه أمان.
٭ قلبه أسود: يشيل بقلبه وينظر أي فرصة للانتقام منك فهو نفس «البعير» حقود.
٭ قلبه ميت: ويطلق على الشخص غير المهتم بأي شيء ومثل ما نقولها بالعامية «بايعها» وهذا النوع ينفع للمشاجرة فقط.
٭ فز قلبي: عندما تشاهد شخصا ما يفز قلبك فجأة دون أن تعرف السبب وتشعر بالراحة له، وتشعر فيها عندما تريد أن تخطب فتاة وتشعر بالراحة عند رؤيتها.
٭ قلبه مكسور: ويطلق على كل شخص أصابه ألم قوي من موقف معين ومن شخص عزيز عليه.
٭ نغرني قلبي: وهو شعور داخلي بأن شيئا ما سيحصل ولكنك لا تعرف ماهو.
٭ القلوب شواهد: وهو اتفاق نفس الوقت بين شخصين على «مقولة» معينة أو عمل بدون اتفاق مسبق فتقال هذه الكلمة.
٭ ما يدش قلبي: في كثير من الأحيان في عملك أو ديوانيتك.. تجد شخصا لا تحب أن تشاهده لأنك تشعر بعدم الراحة عند وجوده لأنه لم يدش قلبك.
٭ قلبه طيب: وهو أكثر شخص يتعرض للطعنات من أقرب الأشخاص له، ومع ذلك فهو لا يعرف الحقد ويسامح بسهولة نفس صاحبنا «يابس» بوفهد.
٭ قلبه عاطفي: وهو الذي تكون أفعاله وقراراته صادرة من عاطفة القلب دون أي أهمية للظروف المحيطة به ودراستها، فتكون كثيرا من قراراته ارتجالية بسبب موقف حصل أمامه.
أخيرا: إن القرآن الكريم قد صنف قلوب جميع البشر تصنيفا دقيقا في كثير من الآيات وذلك قبل 1400 عام ليثبت لنا الطب الحديث تصديقا لما جاء به القرآن، حيث يطلق على القلب مسمى جديد هو مخ «القلب» حيث نجد كل المشاعر والعواطف والإيمانيات.. مصدرها القلب، فسيظل القرآن وآياته إعجازا إلى يوم القيامة، وآخر دعوانا أن نقول: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
[email protected]