أثناء الحراك الشعبي وخروج المظاهرات في الكويت سنة 2012 حصل انقسام بين الشعب الكويتي لتلك المظاهرات لدرجة ان تطور ذلك الانقسام بين الأسرة الواحدة وحصلت قطيعة بينهم! فالكل يتكلم ويبرر ويتحدث ويساند ما يعتقده صحيحا، فانتقل الصراع من الشارع إلى البيت والديوانية والعمل.. والنتيجة كانت حدوث شرخ «كبير» بين أفراد المجتمع آنذاك، ولولا حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في تعامله مع تلك الوقائع بحكمته المعهودة لدخلنا في نفق مظلم، فالنقاش إن لم يكن مبنيا على التفاهم والحوار بشكل إيجابي بهدف الفائدة للجميع سيتطور ذلك النقاش إلى حروب كلامية بين جميع الأطراف وخلافات، فعلى سبيل المثال:
٭ نقاش رياضي: مباراة برشلونة وريال مدريد تجد في الديوانية الواحدة مشجعين من الفريقين وعند خسارة أي من الفريقين تجد أحد المتعصبين «يزعل» ويعصب على أي كلمة عن «فريقه» الخاسر وقد تصل إلى الشتائم و«مد» الأيادي لأنك تكلمت عن «فريقه» بأسلوب لا يليق بمكانته! علما أن الفريقين ما يعرفون أصلا انك تشجعهم ولا يدرون عنك! فانتقل الصراع من داخل الملعب إلى «الديوانية»!
٭ نقاش سياسي: قد تختلف أو تتفق مع شخصية معروفة سياسية فهذا حق للكل، ولكن «تمجيد» الأشخاص لدرجة أنه الوحيد في هذا البلد الذي يستحق «الإشادة» وإن تعرضت له بأي «كلمة» تلقى «سهام» الكلام من كل حدب وصوب عليك لأنه «ملاك» لا يخطئ أبدا! فأصبح لكثير من الشخصيات «مدافعون» عنهم بالوكالة وتلاحظ ذلك الدفاع في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «تويتر» وقد يكون هناك من يضرب بالوكالة بشكل «علني لشخصية أو لشخصيات معينة من خلال تشويه سمعتهم وللأسف من يقوم بذلك «متنفذون» من أبناء الوطن ولكن لا تعلم من هم وشغلهم يكون في الخفاء!
أخيرا.. المحارب بالوكالة يمتاز بالجهل لانعدام مصلحته، وبالغباء لافتعال أزمة، ومتهور بسراب الشجاعة، وهو أول من يقدم كضحية لانعدام قيمته بعد انتهاء مهمته، فالنقاشات السياسية والرياضية والفكرية.. الموجهة من أشخاص هي حرب بالوكالة لأنك في نظرهم آخر اهتمامهم.. فلنبتعد عن الجدال الذي لا يهش ولا ينش.
[email protected]