في كل عيد تتنافس أغلب البيوت «الكويتية» على وضع ما لذ وطاب على سفرة الغداء وبالأخص «المجبوس» فهو من «ثوابت» السفرة الكويتية الواجب وجوده، فهذا المجبوس له خلطة «سرية» حاولت «أجهزة» استخباراتية «مطعمية» كثيرة أن تعرف سر «تفوق» المطبخ الكويتي بالمجبوس ولكنها باءت بالفشل، فالمجبوس يعتبر التزاما «كويتيا» واجبا أكله دون بقية الأكلات وخاصة في عيدي الفطر والأضحى.
إن أكل المجبوس أول أيام العيد يسبب «سهرة» مع بطنك وما ينفع معاه «سفن أب» أو بيريه، ورغم وجود السلطة وورق العنب وأصناف أخرى إلا انها تعتبر «ضيوف» شرف على السفرة نادرا ما تجد الأيادي تذهب إليها لأنها مثل «الكومبارس» ما لها أي قيمة ولو استطاعت أن تطلب اللجوء السياسي بسبب المجبوس لفعلته! لقد أصبح واجبا على «الدولة» أن تضع هذا الطبق في «المتحف» الوطني كرمز للضيافة الكويتية الأصيلة غير القابلة للتقليد، فالمجبوس له أصول وقواعد في طبخه والأهم من كل ذلك «النفس» في طبخه، أصبح الكثير من الشعب الكويتي حتى في سفره للخارج يذهب إلى بعض المطاعم العربية التي تقلد طبخ المجبوس الكويتي كنوع من الحنين لهذا «الإدمان» ونأكله دون وجود للمتعة ولكنه سد «حاجة»، وتلاحظ ذلك عندما يقول لك صاحب المطعم: عندنا «المكبوس» الكويتي فعندها يجب عليك أن تعرف أنها «ماركة» مقلدة للمجبوس الأصلي فاختلاف «الكاف» و«الجيم» يعطيك انطباعا للتقليد بسرعة، إذا أردت أن تعذب الكويتي «اربطه» وضع أمامه «مجبوس» سيبكي مثل الطفل لأن أمامه «التراث» الوطني ويحرم منه فذلك مستحيل في القاموس الكويتي.
أخيرا. لقد انتشرت المطاعم العربية والأجنبية بالكويت بشكل مخيف وأصبح لها «زبائنها» المعروفون ومع ذلك يبقى «المجبوس» الكويتي هو الاسم الأشهر والأكثر طلبا بين تلك المطاعم في المجتمع الكويتي وهو العلامة غير القابلة للتقليد، وسيبقى المجبوس مثل الجبل الذي لا يهزه الريح ولا يتأثر بأي منافس آخر لأنه متربع على عرش المائدة الكويتية وعاش المجبوس وعاش من «طبخه».
[email protected]