النفس البشرية «عجيبة» ولا ترضى بما هو موجود أمامها ولا تقتنع، ما سأكتبه هو شهادة شاهدتها أمامي وسمعتها في إحدى صالات الأفراح عندما كنت أمام «بوفيه» الأكل المتنوع واللذيذ والخير الكثير فإذا بأحدهم يقول لصديقه: طالبين الأكل من مطعم «كذا» يدورون الرخيص والأكل يلوع «الچبد» ومو حاطين «ربيان» والكنافة «باردة»...!! شي غريب «تلفظ» فيه هذا الشخص وطعن بمن «تكلف» بإحضار هذه «النعمة» لهؤلاء الضيوف الذين شاركوه هذه المناسبة العزيزة على قلبه.
ما ذكرته هو مقدمة لكثير من الناس الذين لا يعجبهم «عجب» فمهما «عملت» فستظل مقصرا في نظرهم، ولا بد من وضع العيوب فحسدهم طاغ على قلوبهم، لقد أصبحوا يراقبوننا في تحركاتنا وفي «ملابسنا» وفي أكلنا... وينتقدوننا بملاحظاتهم «السخيفة» فعندما «تسافر» لدولة أوروبية فسيقولون لك: لماذا ذهبت إلى هذه الدولة تراها هالسنة «حارة»؟ انت شكو وين أروح دافع لي سفرتي علشان تحاسبني! أضف إلى ذلك عندما تعمل استقبالا لبيتك الجديد تجد البعض ينتقدك بأن بيتك فيه عيوب كذا وكذا ويستمتع وكأنه «مقاول» وانت «شكو» دافع لي ترميم بيتي، هؤلاء الأشخاص يشعرون بالراحة النفسية عند إظهار عيوب ما تملك!!
لقد أصبح الكثيرون ممن يشعرون بـ«النقص» يستمتعون بمراقبة الناس في كل أمر حتى يتدخلوا في شؤونهم ويفرضوا آرائهم الفاشلة!! هذا «المرض» هو تعويض ما بداخلهم من احتياج لا يستطيعون حصوله، وللأسف هناك من يستمع لهم ويلبي ما فرضوه عليه من انتقادات حتى يلبي رغباتهم الفاشلة ويبتعد عن «نقدهم» المتواصل لكي يتقي شرهم!
أخيرا.. يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وهي دعوة من رسولنا الكريم عن الابتعاد عن التدخل بشؤون الغير الخاصة، فكما قالوا: عدم التدخل في خصوصياتي فرض عليك وليس كرما منك، هي دعوة صريحة وواضحة بأنه ما تتدخل في حياتي الخاصة، عش حياتك كما تحب فكلام الناس ونظراتهم وهمساتهم لن تضرنا لأنها من الناس، فجميعنا ناقصون ومحاسبون، فلا تهتم، فسيكفيك رب الناس عن أذاهم.
[email protected]