كم من متابع للساحة السياسية يعرف أن للحكومة أغلبية داخل مجلس الأمة وأنها حصلت على هذه الأغلبية إما عن طريق إفرازات الانتخابات النيابية أو من خلال الترضيات السياسية، وهذه الأغلبية المريحة بالنسبة للحكومة يفترض أن تدعم أي مشروع أو قانون تتقدم به الحكومة، كما تعتبر هذه الأغلبية خط الدفاع الأول لصد أي هجوم نيابي من الأقلية عن طريق الاستجوابات، إلا أن المتابع يرى أيضا أن الحكومة هي حكومة مجلس فقط وليست حكومة بلد والدليل على ذلك أن الحكومة لم تتقدم بأي مشروع أو قانون إلا كردة فعل من مساءلة نيابية، ويؤيد ذلك أنه في حالة تقديم أي استجواب للحكومة فإن حركة البلد تشل تماما وتتوقف مصالح المواطنين وتجيش الجيوش من موظفي الحكومة وقيادييها ومستشاريها للدفاع عن موقف الحكومة وتبرئتها وكأنها حكومة مجلس وليست حكومة بلد ومواطنين، وكذلك خطة التنمية المطروحة والتي تمت مناقشتها وإقرارها من قبل المجلس لم تتقدم بها الحكومة إلا بعد مطالبات نيابية متكررة، خاصة أنها لم تتقدم بخطط تنموية منذ زمن بعيد وان جميع ما تم تحقيقه من إنجاز لا يرقى إلى مستوى طموح المواطن وكان باجتهادات شخصية ولم تكن هناك خطط واضحة ومبرمجة خلال فترة زمنية محددة والأمثلة كثيرة من المشاريع التي تحتاج إلى سنوات طويلة لإنجازها ونتوقع أن يستفيد منها أحفاد أحفادنا.
نتمنى أن تتعلم حكومتنا الدرس من حكومة دبي فبعد ناطحات السحاب والأبراج الأعلى في العالم فقد شيدوا القطارات ومترو الأنفاق وفى كل عام تخرج علينا حكومة دبي بجديد وذلك لأن حكومتهم هي حكومة إنجاز.. أما حكومتنا نحن فهي حكومة مجلس فقط.
[email protected]