لا يختلف اثنان على الجهود المبذولة من كل الجهات والوزارات الحكومية، وسعيها بكل إمكاناتها وقدراتها إلى تقديم الأفضل، وحرصها الشديد على خدمة الجميع.
ولكن ما نراه أحيانا من بعض القرارات وعدم التنسيق والتخطيط المسبق نجده يهدم كل ما بذلته تلك الجهات، ما يعني أن خطوة غير مدروسة كفيلة بأن تؤدي الى تراجع عشر خطوات تم التقدم فيها مسبقا.. ومثال على ذلك الكثير، لن نتحدث عن أخطاء سابقة كانت من أهم الأسباب التي جلبت الوباء إلى الكويت، فالمشكلة قد حدثت ونحن أمام واقع لا مفر منه وهنا يجب علينا ألا نلوم، ولكن يجب التفكير في الحلول، فنجد أن الحجر المنزلي من أكبر الأسباب التي كانت سببا في انتشار الوباء نتيجة المخالطة والتهاون وعدم التزام العديد من الناس بالتعليمات، حتى عندما وضع تطبيق (شلونك) لمتابعة المحجورين وجدنا هناك من كسر الحجر ولم يستدل عليه إلا بعد المخالطة وعليه كان لا بد من إيقافه وتحويل جميع القادمين من الخارج إلى الحجر المؤسسي.
كما أن التصاريح التي أعطيت للكثير من الأفراد لعدم التعرض أثناء التجول في الحظر الجزئي، تم استغلالها بطرق غير صحيحة وكانت مفتوحة دون تحديد وقت، وعليه كان لا بد بعد أسبوع واحد من الحظر يتم اتخاذ إجراءات جديدة بشأن تلك التصاريح، بناء على نتائج تطبيقها في الأسبوع الأول، فمن غير المعقول أن تكون هناك وزارات بكامل موظفيها من حقهم التجول أثناء فترة الحظر دون تصاريح!
كما أن السماح للمطاعم بالتوصيل أثناء فترة الحظر من أكثر القرارات الفاشلة، فكان من الأجدى تمديد ساعات السماح للساعة ٦ مساء أفضل بكثير من السماح لعاملي ومندوبي المطاعم بالتجول أثناء الحظر، وما يثير الدهشة أن الأطباء الذين يوصون بعدم التعامل مع المطاعم هم من يتعاملون في هذا الوقت، قد نعذرهم أحيانا ولكن ألا يوجد في كل مستشفى مطبخ خاص، لم لا تتوافر وجبات الفطور والسحور وكافتيريا للأطباء؟!
على الأقل لضمان المحافظة على الطواقم الطبية من هذا الوباء الذي قد ينتقل من تناول تلك الوجبات الغذائية.
أما لو تحدثنا عن المستشفيات الميدانية، فنجد حقيقة أنه قد تم إعدادها وتجهيزها بطريقة جيدة ووقت قياسي، ولكن لم تكن منها الاستفادة بالشكل المطلوب، حيث إن تلك المستشفيات الميدانية بعضها خال، بالإضافة الى مستشفى الجهراء الجديد بالكامل والسكن الذي تم بناؤه مدينة للعمال ولم يتم استخدامه، بالرغم من كل تلك الأماكن نجد أن المشتبه في إصابتهم قد تم حجزهم في المستشفيات الصحية التي يرتادها الجميع ويوجد فيها المرضى بالأمراض الأخرى، وعليه لم تتوازن الأمور، وأصبح جل الاهتمام للمصابين بفيروس كورونا، وتحويل معظم الأجنحة في تلك المستشفيات ووحدات العناية المركزة للمصابين بهذا الفيروس، وتحويل بقية المرضى للأجنحة العمومية، علما أن الكثير من الحالات ذات مناعة ضعيفة جدا وقابلة للعدوى!
نحن لا نقلل أبدا من الجهود المبذولة ولكن الجميع يشعر بأن الوضع بدأ يخرج عن نطاق السيطرة عليه.
وكل يدلو بدلوه، فلنعلم جميعا أننا ما زلنا نفتقد الوعي الصحي عند الكثيرين، بل ونفتقد الجدية في التعامل مع هذا الوباء، وما أكثر ما نرى أن المسؤولين في الصفوف الأولى أنفسهم من أطباء ومنسوبي الوزارات الأخرى يهملون في وسائل الحماية أثناء تعاملهم مع بعضهم بعضا.
نتمنى أن يكون هناك تنسيق أكبر وتخطيط أكثر للوصول الى نتائج أفضل، ونسأل الله أن يحفظ الجميع من هذا الوباء وسائر الأسقام.