بعد مرور ما يقارب ٧٧ يوما منذ الإعلان عن اكتشاف حالات الإصابة في الكويت بفيروس كورونا كوفيد - ١٩، نرى أن هناك الكثير من الجهود والمساعي التي بذلت من وزارات الدولة المختلفة، حتى وإن كانت هناك بعض الأخطاء والزلات التي أثارت حفيظة البعض، ولكن تبقى جهود العاملين بكل الوزارات واضحة والمتطوعين من أبناء الشعب الكويتي أيضا لها محل التقدير والعرفان.
ولكن ما يسترعي الانتباه التهاون واللامبالاة من البعض بالتعليمات والإجراءات التي توصي بها الجهات الحكومية، فنرى البعض يتعمد الخروج من غير الضرورة، مما يسبب الازدحام والتدافع المتعمد في الجمعيات التعاونية أو المراكز الغذائية، وللأسف ان الكثير لا يلتزم بارتداء القفازات والكمام، مما يسهل العدوى بالفيروس وزيادة أعداد المصابين، ناهيك عن تهاون البعض بالتصاريح الخاصة في وقت الحظر والتي تم استغلالها الاستغلال السيئ فساهم هذا الأمر بزيادة المخالطين وتوسع دائرة الوباء، أما إن تحدثنا عن الطلبات الخاصة فنجد أن البعض استسهل الشراء والطلبات من خلال المواقع والأونلاين ولا ضرر في ذلك ولكن عندما يزداد الأمر لطلبات تكميلية وغير ضرورية بتاتا لمثل هذا الوقت الاستثنائي نجد أن كثرة المناديب في التوصيل كانت أحد أسباب زيادة المصابين وقد يكون القرار الحكومي غير الموفق بالسماح للمطاعم بالتوصيل قد ساعد على ذلك والحمد لله قد تم التراجع عنه مؤخرا، ولكن ما يثير الاستغراب إعلانات بعض المحلات والتي تتضمن (خدماتنا مستمرة حتى أثناء الحظر الكلي)!! كيف؟ لا نعلم!! هل هو استهتار بالأرواح أم تحد صارخ لقرار الحظر الشامل! أم الضمان الشخصي لأصحاب تلك المحلات بعدم التعرض لهم؟!!
أما الطابور الخامس والذين يساهمون بشدة في التأثير النفسي السلبي عند الناس فهم من يبثون الإشاعات والمقاطع التصويرية والتي تشغل الرأي العام بأخبار كاذبة ومقاطع تثير الفتنة والأقاويل، وتزيد العبء على وزارة الداخلية من جهد ووقت تجنبا للنتائج السلبية التي قد تترتب على تلك الإشاعات والمقاطع التصويرية.
إن عدم استشعار البعض حتى الآن بمدى فداحة هذا الوباء جعلتهم يساهمون كثيرا في انتشاره وتوسيع دائرة المصابين به، مما يستنزف الجهود الحكومية ويهدر الأموال والوقت دون داع لذلك.
صحيح أنه يجب عدم التهويل ولكن يجب أيضا عدم التهوين ولا بد من الحذر والحرص والالتزام بما يملى علينا من تعليمات، فالمصلحة العامة وخاصة في هذا الوقت تتطلب التعاون التام بين الحكومة والشعب مادامت التعليمات تصب في المصلحة العامة، وعدم التهاون المتعمد بقصد اللعب والاستهزاء.
سائلين المولى عز وجل أن يحفظ الجميع.
ونلتقي على المحبة والخير.