مازال العالم أجمع يعاني من جائحة فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) والذي انتشر منذ ما يقارب 6 أشهر، وجميع الدلائل والأوضاع تشير إلى أنه سيستمر لشهور كثيرة مادام لم يتم اكتشاف اللقاح الخاص به، لذا اضطرت الدول ومنها الكويت الى العودة التدريجية للأعمال والوظائف، وترك الأمور طبقا لنظرية المناعة المجتمعية، وعلى الرغم من هذا الاستسلام إلا أنه تم استثناء عدة شرائح من الموظفين قد تشكل ما يقارب 60% من المجتمع، وعليه ستعود الحياة تدريجيا كما السابق ويمكن تقييم الوضع خلال شهر من ذلك.. ولكن تبقى الشريحة الكبرى التي تؤرق الجميع وهي شريحة طلبة المدارس والعاملين فيها من هيئات إدارية وتعليمية وأيد عاملة، والتي وضع لها جدول خاص لاستكمال العام الدراسي الحالي وبدء العام الدراسي الجديد، وقد أرَّق هذا الأمر الجميع وبات التفكير فيه يشغل الوقت الكبير لدى الطلبة وأولياء أمورهم، علما أنه قد تم طرح العديد من المقترحات لوزير التربية ووزير التعليم العالي د.سعود الحربي الذي لم يدخر جهدا في عقد العديد من الاجتماعات وبحث المقترحات والاستماع لعدد كبير من المختصين، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار حاسم ومازال الوزير ينتظر الأوضاع الصحية في البلاد التي أصبحت واضحة جدا.
قد يدعونا الاستغراب عندما نقرأ مقترحا يعفي جميع الطلبة باستثناء الثاني عشر من هذا العام واجتيازهم للصف الذي يليه! وكأن طلبة الثاني عشر لديهم مناعة ذاتية ولا يتعرض لهم الفيروس! ونستغرب أكثر من مقترح اعتماد نتائج الفصل الدراسي الأول غير مكترثين بمن كانوا على أمل تحسين درجاتهم في الفصل الثاني وإمكانية النجاح نهاية العام.
لذا، فإن أفضل الحلول لمثل هذه الظروف التي نعيشها حاليا ولضمان الأوضاع الصحية بالدرجة الأولى لأبنائنا الطلبة وعدم المغامرة بصحتهم، خاصة أن العديد منهم يعاني من أمراض الجهاز التنفسي أو السكر والضغط، كما أننا نحافظ على المستوى التعليمي لهم والتباين بين مستوياتهم وقدراتهم، هو احتساب الدرجة الكاملة للجميع في الفصل الدراسي الثاني وجمعها مع درجة الفصل الدراسي الأول والقسمة على 2 لاستخراج درجة نهاية العام الدراسي، وبهذا سيأخذ كل طالب حقه وتعطى أكبر فرصة لجميع الطلبة وستبقى المستويات متفاوتة حسب التحصيل العلمي في الفصل الأول وبالنسبة للصف الثاني عشر سيحدد النسبة أيضا بالإضافة للفصل الأول درجات المعدل التراكمي للصفين العاشر والحادي عشر، وبذلك نكون قد حافظنا على أرواح أبنائنا بالدرجة الأولى من هذا الوباء، وحافظنا على المستقبل التعليمي لهم، وتوضع خطة جديدة وكافية للبدء في عام دراسي جديد يبدأ في 10 يناير 2021 حتى 6 مايو لتبدأ الاختبارات بعد عيد الفطر المبارك.
بذلك نكون قد وفرنا للجميع الهدوء الفكري ومعرفة ما لهم وما عليهم والاطمئنان بأن الوباء قد ضعف وأصبح في أدنى مستوياته، ومنح المسؤولين التفرغ للعمل على وضع خطة استراتيجية لتهيئة المدارس بالشكل الكافي وتوفير الأعداد اللازمة من المعلمين والمعلمات، دون مشاكل أو زج الطلبة في مخاطرات صحية قد تجعلنا نندم أشد الندم فيما بعد.
أما بالنسبة للجامعات والكليات فالأمر هين جدا سواء كان من خلال التعليم عن بعد لبعض المقررات وزيادة الشعب والمقررات الدراسية والسماح للطالب بالتسجيل فيها لتعويضه ما فاته، أما بالنسبة للفصل الحالي فيمكن اختبار الطالب بما تمت دراسته في شهر فبراير بنظام الكتاب المفتوح وإرسال الإجابات لأساتذتهم من خلال البريد الإلكتروني وغيره من التطبيقات.
إن مثل هذه القرارات لا تحتمل التأخير طوال هذا الوقت، فالوقت يمر دون الاستفادة منه، حتى المنصة التعليمية التي بذلت التواجيه الفنية أقصى طاقاتها لم يتم اعتمادها حتى الآن!
وفي الختام كلمة لوزير التربية ووزير التعليم الحالي د.سعود الحربي: الجميع يقدر جهودك وحرصك على صحة أبنائك الطلبة وعلى العملية التعليمية، وعلى استعداد تام لمد يد التعاون معك، ولكن كن مستمعا جيدا للآخرين، فالجميع في قارب واحد، ولست في معركة، ولتتذكر أن التاريخ مواقف، فلنحسم معا هذا الموقف! نسأل الله التوفيق وأن يحفظ الجميع.