تطرقنا في مقالنا السابق الى أحرف النور أو الأحرف المقطعة، وما أضافت به قريحة المفسرين والمهتمين بعلوم القرآن في ذلك، وتطرقنا الى جهد الباحث بربط الحروف المقطعة بتفسير من خلال اللغة الهيروغليفية وهي لغة المصريين القديمة.
وحيث اننا من المهتمين والمشجعين على البحث العلمي فإن الواجب يحتم علينا إعلان هذا المجهود بسلسلة مقالات، وليس بالضرورة ان نكون مؤيدين او معارضين لهذا العطاء العلمي.
انصب جهد المؤلف على كتابة كل حرف من الحروف المقطعة باللغة الهيروغليفية والتي هي عبارة عن رموز وصور ومن ثم استقرأ المعنى من هذه الرموز وربطها بمضمون السورة التي بدأت بها الرموز، ويبرر الباحث الهدف من جهده بـ:
- ان يأتي منهجه بثمرة لتضيف الى تفسير الآيات.
- يتبقى من المنهج الكشف عن أسرار جديدة في السور القرآنية، من أسرار الله وعلوم وتاريخ.. الخ.
- ليتضح معنى السور التي ورد بها الرمز هادفة التعرف على اسرارها.
- التأكيد على بلاغة القرآن وان احتوى كلمات غير عربية اذ ان وضعها في سياقها وتوظيفها في مكانها في السور يشير الى بلاغة عالية ورفيعة في موضع الآيات.
الم
ابتدأت ست سور بهذه الأحرف المقطعة وهي: البقرة، آل عمران، لقمان، العنكبوت، الروم.
استقى الباحث من مضمون هذه السور:
بحقك يا أيها النبي المكلف من الله والمهتم بهموم الرسالة والمهتم بسببها وبسبب جحود وكفر الناس، والذارف للدمع خوفا ورهبا تلك هي آيات القرآن الحكيم، وهي هدى ورحمة للمحسنين الذين يؤدون الفروض الواجبة عليهم من صلاة وزكاة ويؤمنون بالآخرة، فأنت وإياهم على الصراط المستقيم وعلى الهدى، وانتم الفائزون والمفلحون، فهذا تنزيل الحق لا ريب فيه من عند ربك، وانت رسوله اليهم لم يأت نذير من قبلك لهدايتهم الى الصراط المستقيم، وسنمتحنهم كما امتحن الذين من قبلهم، ومن جاهد لنفسه ولهم أجرهم الى أحسن ما يكون لكونهم سيصبرون ويصابرون ويرابطون ويتقون الله. ولقد ربط الباحث مضمون السور سالفة الذكر مع معنى أحرف النور بالهيروغليفية.
أ: المكلف، الصديق، الرفيق، الصاحب، المنتمي الى، ... ويؤول ذلك عن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم.
ل: يبكي، ينتحب، يشتكي، الباكي، المهموم.
م: الذارف الدمع، الباكي، المتهجد لله.
وعليه، يكون معنى هذه الرموز:
بحقك يا أيها النبي، ولعمرك أيها النبي، المكلف منا والباكي والمغتم ذارف الدمع والمكلف بأوامر الله سبحانه.
المص
وردت في افتتاحية سورة الأعراف.
تطرقنا أعلاه الى معنى «أ» «ل» «م» في اللغة الهيروغليفية ويتبقى «ص» وتعني: يقول، يتقول، يشوه سمعة، يقص، يشي بشيء، ينذر، يحكي.
وعليه، يكون معنى أحرف النور هذه، وفق اللغة المصرية القديمة «لعمرك أيها النبي المكلف عنا والباكي والمغتم ذارفا للدمع، والمشغول بتكليف رسالته والمكلف بما يقصه عليه الله تعالى بالإنذار والتبليغ والتذكير بقصص الأنبياء عليهم السلام للعبرة والتنبيه والتبيان»، وتأكد ذلك في الآية السابعة من السورة (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين) كما ان الآيات المتتابعة لحرف النور هذه تدل على التكليف بالرسالة والكتاب.
[email protected]