ما انفك الملحدون، وعلى مر الزمان، ينكرون الوجود وخالقه. وكان جلُّهم من الفلاسفة، حتى ربط البعض واستيقن بأن الفلاسفة يعني ملحدين، وهذا ليس بالواقع. وسأبين في حقيقتين علميتين تاليتين تدليس المنافقين.
الحقيقة العلمية الأولى
في عام 1966 صدر عدد من مجلة تايمز الأميركية وعلى غلافها «هل مات الله» (والعياذ بالله من كفرهم). ولقد تقبل العديد من الناس ذلك إما لجهلهم أو لإلحادهم أو لأن هذه المجلة ذات مصداقية.
إلا أنه ومع تقدم العلوم لاسيما الفلكية والطبيعية وابحاثها العلمية برز علماء دحضوا ادعاءهم هذا، ففي ذات العام من صدور المجلة أعلن عالم الفضاء الأميركي كارل ساغان أنه يجب توافر شرطين لمسيرة أي كوكب الحياتية، الأولى وجود نجم من النوع المناسب حجما وبعدا، وثانيا : وجود كوكب بمسافة مناسبة من هذا الكوكب لتطبيق قانون الجاذبية بزيادة الجاذبية من أي جسمين إذا قلت المسافة بينهما، ولقد رصد العلماء بعد ذلك كواكب في الكون يصل عددها الى الاوكتليون (1 متبوع بـ 24 صفرا) وواصل العلماء جهودهم ومنذ الستينيات ليتوصلوا الى أن هنالك سيتليون كوكب (واحد متبوع بـ 21 صفرا) يكون صالحا لتطبيق الفرضية آنفة الذكر. وحتى عام 2014 حيث، وبتطور التليسكوبات المدارية وجد ان هناك الآلاف من الكواكب ينطبق عليها الشيء ذاته. وفي عام 2006 نشر عالم ملحد وفي مجلة شديدة الالحاد اسمه بيتر شنكل أنه لا وجود للافتراضات السابقة، وأن الابحاث بينت ان هناك الاف الكواكب ذات النهج الكوني وان هنالك أكثر من 200 معيار (وليس اثنان كما كان يعتقد سابقا) لكل كوكب. وأنه ولكي تدوم الحياة الكونية يتحتم أن يكون لكل كوكب دقة للحفاظ على النظام الكوني. فعلى سبيل المثال بدون كواكب ذات جاذبية كبيرة مثل المشتري يحمينا من الكوكيبات السيارة بجاذبيته ليسحبها بعيدا لكانت الأرض هدفا لها ولاختفت الحياة على سطحه.
لذا، فإن الاختلالات في الكون غير ممكنة، وانه لا يمكن ان يغدو ذلك أو يمسي البتة كنتيجة للمصادفة، إلا وبوجود خالق يشرف عليه وينظم مساره، ضمن أسس محددة، ويضيف هؤلاء العلماء، ومنهم من كان ملحدا، أنه إذا كان الكون معجزا بذاته، فإنه له خالقا مبدعا.
الحقيقة العلمية الثالثة
هنالك اماكن محددة في مخ الانسان ـ من خلق الباري ـ انيطت بها مهام محددة، ومنها الخوف.
أجريت دراسة في جامعة هلسنكي لملحدين حيث وجدت انهم يظهرون عكس ما يبطنون (من صفات المنافقين). أحضرت عشرين ملحدا وعرضتهم لاختبارات لقياس تحسس الجلد ونبضات القلب، وماذا يحدث داخل الملحد عندما يسمع قول الله وجدت الدراسة أنه عندما يذكر اسم الله تتوهج منطقة الخوف في الدماغ وتنشط. وخلصت هذه الدراسة الى ان الملحدين يقولون ما لا يبطنون في قرارة أنفسهم.
هل غفل القرآن الكريم عن ذلك؟ كلا ومليون كلا، فالقرآن المنزل من الله والذي ضرب به للناس من كل مثل قد ذكر في الآية (14) من سورة النمل (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا. فانظر كيف كان عاقبة المفسدين).
ولأن مالك الملك سبحانه لا يخفى عليه شيء ولم يخف عليه شيء منذ نشأة الخليقة وحتى يوم الدين فلقد كشف سبحانه جدل هؤلاء الزنادقة الذين يعلمون في قرارة أنفسهم أن للكون خالقا ومنظما بيد أن حملهم على التكذيب والافتراء وانكار الدليل والتكبر على الله والتعالي على خلقه من بطر وشر سيكون جزاؤهم بئس المصير وعاقبة الدار.
ولا غرو بأن أنفسهم مستيقنة بالله وقدرته، بيد أنهم كذبوا وأنكروا ذلك نفاقا وتكبرا وشركا عن الإيمان بها فلسوء عقبى الدار لهم.
[email protected]