[email protected]
في الأزمنة العتيچة الماضية «كويت زمان أول» الناس تسمي الجن «ينانوه» ومفردها يني!
الله يرحمهم كانوا يجزمون برؤيتها ويرون القصص والحكايات حول مشاهداتهم ومواقفهم منها وينقلون هذا الحديث بين الناس وله اهتمام وكانوا يعبرون عن خوفهم من الينانوه بأشكال لطيفة مختلفة منها الغناء بصوت عال أو التصفيق أو حتى الركض - الجري السريع مع عض الدشداشة، وهناك قصص كثيرة مبالغ فيها حول «الينانوه» والتي يشاع أنها تكثر في «فرجان قبل - والسكيك - الحفر - بعض البيوت الخربة المهدمة - مرابض الجمال - المقابر..». يما بيوت نباعت برخص التراب، لأنها بيوت ومنازل مسكونة!
كان الآباء والأجداد يخافون من «وقت المغرب» ويعتبرونه وقت خروج «الينانوه» من الارض!
كثير من القدماء الذين عانوا من مس الجن نذروا نذورا مختلفة إذا الله شفاهم، فتراهم ينذرون النذور على شفائهم فيكسرون البيض مثلا على عتبة الباب أو الجدران ويقدمون القرابين والهدايا!
في الكويت القديمة وكثير من الدول هناك من الناس من يعتقد بالجن ويشركهم في الأطعمة التي تحتويها جدورهم يوميا.
الحكايات والروايات عن «الينانوه» قديما في الكويت كانت كثيرة ومنوعة خاصة المقابر والبيوت المهجورة وسواحل البحار، لكن مع التطور والتقدم الظاهر «الينانوه» الجن صاروا يخافون من «ينانوه» البشر!
٭ ومضة: لابد من القول بأن الجن (أمم أمثالكم) موجودون معنا في هذه الدنيا، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون - الذاريات: 56).
شاهدت في حياتي أُناسا قادرين على إخراج الجن من الممسوسين وأكثرهم كانوا إذا عزم عليه الشيخ بالقراءة القرآنية يصرخ ويخرج من الإبهام الشمال!
٭ آخر الكلام: أتذكر ان أستاذنا أيوب حسين - رحمه الله- كان مهتما بهذا الأمر، وله مؤلف فيه (مع ذكرياتنا الكويتية) وقد ذكر مجموعة من المشايخ الذين يقرأون (المالد) وهي موشحات فيها مدائح نبوية مثل الشيخ عبدالقادر الكيلاني وسيد احمد الرفاعي، العيدروسي، والملا محمد الدوب وملا عبدالله بوبلال، وملا احمد القبندي، وملا احمد بن هدهود والمرحوم بإذن الله سيد هاشم الحنيان، وملا جمعة وابن سنان وغيرهم كثير، ومن النساء: آمنة اليهرة، أم منصور السماچة، هيا السماچة، وغصنة.
وهناك عدد من الفرق مثل: آمنة الحبوش، وضحة بنت طوق وعكروشة.
٭ زبدة الحچي: أمس، دخلت على بوشميس في غرفته وإذا به وحده مشغل تلفونه يسمع قادري ودخل علينا صاحبه بوجراح محمود والصعيدي الغول وأبوعبدالرحمن الشامي وإذا بهم يستنزلون ويتمايلون فقلت لصاحبي ويحك ما هذا؟
فقال: اصبر شوي وعطى سايقه مفاتيح السيارة ليحضروا (الطيران) ثم التفت لي قائلا: هذيله اللي امامكم (ينانوه كورونا) «كوفيد - 2021».. والحين راح نقلب سامري وليوة وطنبوره وإذا فيك زيران انزل وطلع كورونا من جسمك.
التفت الى أبي شميس مبتسما وهو من (الرافضين للتطعيم) وأنشد:
مالي أراك من الوبا مفتونا
وتكاد من رعب تجن جنونا
ان كان موتك لا محالة آتيا
فلم تخاف الموت من كورونا؟
وقد مات بالطاعون قوم قبلنا
ما بال من لم يدرك الطاعونا!
من لم يمت بالطعن مات بغيره
فالموت حق والورى قانونا!
ان الذي كتب البقاء لنفسه
كتب الفناء على الورى قانونا
وخرجت مسرعا قبل ان «استنزل» معهم في الزمن الكوروني «كوفيد - 2021».. سكنهم في مساكنهم !
في أمان الله..