كلمة العدد د.شافي العجمي
أمين سر رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي
يظن كثير من الناس أن الشورى منعدمة عند المسلمين ويستدل على ذلك بشواهد سابقة نظرية وشواهد معاصرة عملية، ويظن كثير من الناس تقدم الديموقراطية على الشورى وانحصار المنفعة في الديموقراطية، ولم يتفطنوا لما في الشورى الإسلامية من حكم ومقاصد وتفاصيل سنسوق طرفا منها للدلالة على باقيها:
أولا: حكم الشورى:
قال الله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) وقال سبحانه: (وشاورهم في الأمر)، وقال عز وجل (فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما).
وقد بينت الآية الأولى خبرا عن عباد الله المؤمنين أنهم يتشاورون في أمرهم الذي ينفعهم سواء كان عاما أو خاصا ماداموا قد اصطلحوا على التشاور فيه ولذلك سماه الله أمرهم الذي يعنيهم ويختصون به ولذلك أضافهم إليهم، وقد جاء بصفة الخبر للدلالة على اتصاف المؤمنين بهذا الوصف وعدم انفكاكهم عنه كما لا ينفك الإيمان عن الصلاة والزكاة، وقد جاءت آية الشورى بين الصلاة والزكاة في قوله (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)، وليس هذا من دلالة الاقتران التي يتحدث عنها الأصوليون ويختلفون حولها فيقويها الحنفية ويضعفها الجمهور، لأننا لم نقل ان الشورى في مقام الصلاة والزكاة ولكنها اقترنت بركنين عظيمين وفي سياق الاستجابة الواجبة الدالة على وجوب افرادها، ولذلك من تأمل دلالة الاستجابة واقترانها بهذه الصفات الثلاث علم ذلك، ومن تأمل توسط الشورى بين الصلاة والزكاة أدرك اشتراكهما في الوجوب، ومن عرف مجيء الآية بصيغة الخبر فهم دلالة ذلك على نفاذ هذا الأمر وعدم انفصاله، وختام الدلالات سياق الآيات المكي الدال على الثبات على الأمر في مكة، ومن هذا كله ندرك لزوم الشورى للمؤمنين لينتظم أمرهم وتستقيم دنياهم ولاسيما في ظل الضعف الذي يعاني منه المسلمون.
فتاوى الانتخابات
الشيخ د.عجيل جاسم النشمي
رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي
هل يجوز للشخص أن يمدح نفسه أمام الناس ويذكر أخلاقا وأوصافا ليست فيه، وذلك لينتخبه الناس مثلا؟
لا يجوز للشخص أن يمدح نفسه، ولو كانت الأوصاف والأخلاق التي يذكرها فيه حقيقة، هذا هو الحكم العام وهو ما يشير إليه قوله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) (النجم: 32) وقوله عز وجل: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) (النساء: 49) والنبي صلى الله عليه وسلم أكد على هذا المعنى فقال صلوات الله وسلامه عليه: «لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم» (مسلم 1668/3) ولكن يستثنى من عدم جواز مدح وتزكية المسلم نفسه إذا كان فيه من الصفات والقدرات ما لا يوجد عند غيره، وخاصة إذا علم أن من سيتحمل مسؤولية أمر ما ليس أهلا، ولا أمينا، وسيترتب على ذلك ضياع الحقوق. فإنه حينئذ ينبغي، أن يتقدم ويزكي نفسه، ويتحمل المسؤولية لا لتحقيق مقاصد له بقدر ما هي مقاصد لحفظ الحقوق، وأداء الأمانات، ومن هذا قول يوسف عليه السلام لعزيز مصر: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) (يوسف: 55).
هل يجوز للناخب أن يدلي بصوته فيختار واحدا من المرشحين، ويمتنع عن ترشيح غيره أو ما يسمى بحرق الصوت الثاني، فهل هذا العمل جائز؟
٭ إذا كان المطلوب من المرشح أن يختار اثنين من أفضل من يعتقد لتولي منصب النيابة، فواجبه ان يدلي بصوته وتزكيته لاثنين مادام الصوت الثاني من حقه ويوجد من هو كفؤ لإعطائه صوته فلا يجوز أن يحجب الصوت الثاني، لأن هذا موقف شهادة، فينبغي أن يشهد بما يعلم، مثله مثل القاضي حينما يطلب من الشاهد أن يقول شهادته في اثنين أمامه، لا يجوز له أن يكتم الشهادة عن الثاني ما دام أهلا لتزكيته أو عدم تزكيته. أما الامتناع أو التوقف دون مبرر مقبول فانه لا يجوز. خصوصا إذا كان حجب صوته سيترتب عليه أن يفوز من هو غير أهل للمنصب.
يكثر السؤال حول حكم الشرع الإسلامي في ترشح المرأة للمجالس النيابية. هل يجوز للمرأة أن ترشح نفسها إذا كانت كفاءة وقادرة على أن تتولى هذه المهمة؟
٭ مما لا شك فيه أن للمرأة دورها الهام في المجتمع، ولا شك أن كثيرا من النساء أثبتن كفاءة وحسن إدارة لما يوكل إليهن من أعمال، بل إن المرأة أثبتت جدارتها في بعض الأعمال وتميزت بها عن الرجال.
لكن بالنسبة للمجالس النيابية نحن نميل إلى القول بعدم مناسبة العمل النيابي للمرأة، وعدم قدرتها على شغل هذا المنصب بكفاءة مساوية لكفاءة الرجل، فهذا عمل من باب الولاية وهو مما يختص به الرجال لموافقته لتكوينهم وطبيعتهم، ورغم المستوى الثقافي والعلمي لكثير من الصحابيات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والقرون التالية إلا أنه لم يسجل التاريخ ان اسند للمرأة عمل من أعمال الولايات بأن تكون حاكمة أو مسؤولة عن ولاية من ولايات الدولة الإسلامية.
ولم يسند إليها عمل من هذا القبيل، وقد يكون ذلك استنادا لما رواه البخاري في صحيحه وغيره من الرواة عن أبي بكر رضي الله عنه حين قال: «لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارس ملكوا ابنة كسرى، قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» ويفهم من هذا الحديث إرشاد وتوجيه عام بألا تولى المرأة المناصب التي تكون لها فيها الولاية وهذا في الولايات العامة كقيادة الدولة أو المجالس المتضمنة للولاية، والبرلمانات من هذا القبيل لأنها تتكلم باسم من تمثلهم، وتدخل المعترك السياسي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وما يترتب عليها من التزامات وتكاليف وحقيقة ان تكوين المرأة وخلقتها لا يتناسبان مع هذا العمل السياسي وما يتطلبه من سهر ومجادلة وظهور أمام الرجال واختلاط بهم، ودعايات انتخابية وتعرض للإحراج وأسفار خارج البلاد وما إلى ذلك مما هو من طبيعة خوض هذه المجالات وليس هذا انتقاصا لكرامتها ومنزلتها، بل هو حفظ لكرامتها من الامتهان وتفرغ لها لما هو أجدى وأنفع لها ولبيتها ولمجتمعها.
ولو قسنا المصالح والمضار من إعطاء المرأة حق الترشح فإننا سنتوصل حتما إلى غلبة المضار على المصالح. فالرأي أنه لا يجوز للمرأة الترشح. أما الانتخاب فانه جائز للمرأة لأنه من باب التزكية لمن تراه ممثلا لها، أو من يوكل عنها في الدفاع عن الحقوق، والمطالبة بها والقيام نيابة عمن انتخبه بما يفرضه الواجب، ويحق للمرأة أن توكل وتنيب من تثق به للقيام بواجب الرقابة وسن القوانين والمحاسبة وما إلى ذلك مما هو من عمل البرلمانات فمن هذا الباب نقول يجوز للمرأة أن تنتخب على أن توضع الضوابط التي من شأنها أن تمارس المرأة هذا الحق دون إخلال بأوامر وأخلاقيات الشرع الحنيف من حفظها عن الاختلاط والامتهان، أو الاستغلال.
أحد أقربائي رشح نفسه لمجلس الأمة، وهو رجل متدين وعلى خلق ولقد حدد مبلغا من المال لي ولمن سأستعين بهم لحملته الانتخابية، والسؤال حول هذا المال هل هو حلال أم حرام؟
٭ يجب أن يكون هذا المرشح صالحا في نفسه، مصليا، صادقا، ثقة، يصلح لما ترشح له، ويبدو أن هذه المواصفات موجودة فيه لأن عملك أو خدمتك له شهادة، لأنك ستحث الناس على انتخابه ويرونك تسعى لإنجاحه. وحينئذ لا بأس أن تأخذ مقابلا مشروطا أو غير مشروط. على أن يكون المبلغ في حدود المقبول عرفا ويكون مكافئا للعمل غير مبالغ فيه.
وينبغي التأكيد على رفض أي مبلغ يدفع لك لتسلمه إلى غيرك مقابلا لإعطاء الصوت، فان إعطاء الصوت شهادة، لا يجوز أخذ المال عليها، كما أن الذمة غير قابلة للبيع والشراء، وهو خيانة أمانة.
فإذا خلا العمل الذي تقوم به من هذه المحاذير فلا شك في جوازه إن شاء الله.
قضايا معاصرة
الأمانة التي حملناها تجاه الوطن
د.ناظم بن سلطان المسباح
عما قريب ان شاء الله تعالى، سيتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع للمشاركة في اختيار من يمثلهم في السلطة التشريعية لمجلس اثني عشر وألفين، وحول هذا الامر اذكر اخواني وأخواتي بالتالي:
أولا: علينا ان نشكر الله على ما نحن فيه من حرية، ومن مشاركة في اتخاذ قراراتنا السياسية، والتربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها، قال الله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) «الشورى: 38»، وقال تعالى: (وشاورهم في الامر) «آل عمران: 159» وشكر الله يكون بالقلب واللسان والاعمال، قال تعالى: (لئن شكرتم لازيدنكم) «ابراهيم: 7»، كما ينبغي شكر الدولة والثناء عليها لاتاحتها فرصة المشاركة الشعبية في ادارة شؤون البلاد، فجزى الله المسؤولين في الدولة عنا خير الجزاء، وأعانهم على اقامة حقوق الله في ارضه، واقامة حقوق عباده.
ثانيا: يجب علينا ان نهتدي بنور الوحيين في اختيار النواب، فديننا الحنيف ما من امر يقربنا الى الله سبحانه، ويسعدنا في الدارين، الا دلنا عليه، وما من امر يبعدنا عن ربنا ويضرنا، ويعرضنا للبوار والشقاء والخسران، الا وحذرنا منه، قال تعالى: (قالت احداهما يا ابت استأجره ان خير من استأجرت القوي الامين) «القصص: 26»، ففي الآية اسس الاختيار لتولية المناصب في الدولة.
الاساس الاول: القوة: وتعني العلم والفهم، والدراية في امور الحياة، وحسن التصرف في المواقف المختلفة، بما يعود على البلاد والعباد بالنفع، ولكل منصب مواصفاته، فعمل النائب كما حدده الدستور المراقبة والمحاسبة، والتشريع لابد ان يكون في حدود الشريعة.
وقد اخبرنا الله في كتابه العزيز عن عزيز مصر عندما علم ان بلاده ستتعرض لازمة اقتصادية عنيفة، ورأى ان يوسف عليه السلام المنقذ للبلاد من الضياع، بادر الى توليته وزارة الاقتصاد، قال الله تعالى: (وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم) «يوسف: 54، 55».
فيوسف عليه السلام عندما عرض عليه العزيز الولاية، اختار ما يناسبه وما يستطيع ان يقوم به على الوجه المطلوب، لذلك قال: (اني حفيظ عليم)، اي: عندي من العلم والامانة ما يمكنني من القيام بمهمتي في ادارة شؤون البلاد اقتصاديا.
الاساس الثاني: الامانة: وهي ان يكون النائب امينا عفيفا، معروفا بين الناس بأمانته، او يشهد له الثقات بذلك. واليكم ما تيسر من نصوص كتاب ربكم وسنة نبيكم، والذكرى تنفع المؤمنين:
قال تعالى: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا).
فالادلاء بالاصوات من الامانة، التي حملتها، وربك الذي خلقك فسواك فعدلك، يأمرك باعطائها من يستحقها، فارع الامانة بارك الله فيك.
أرعى الامانة لا اخون امانتي
ان الخؤون على الطريق الانكب
فواجب علينا ان نختار من يصلح لهذه المهمة العظيمة:
اذا انت حملت الخؤون امانة
فانك قد اسندتها شر مسند
وقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا انما اموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده اجر عظيم) «الانفال: 27، 28».
ولقد اثنى الله تعالى على من حفظ الامانة، وكتب له الفلاح في الدنيا والآخرة، فقال سبحانه: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) «المؤمنون: 1، 2» الى قوله: (والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون) «المؤمنون: 8»، وقال سبحانه: (فليؤد الذي اؤتمن امانته وليتق الله ربه) «البقرة: 283». فأداء الامانة واجب، وهو من تقوى الله عز وجل.
ومما ثبت في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحث على اداء الامانة والترغيب في ذلك، والترهيب من نقضها كثير جدا.
٭ عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أد الامانة الى من ائتمنك، ولا تخن من خانك» اخرجه ابوداود وغيره.
فأداء الامانة من واجبات الدين، والخيانة من المحرمات.
بين النبي صلى الله عليه وسلم ان اسناد الامور الى غير الاكفاء في ادارة شؤون البلاد والعباد، ضياع للامانة التي امرنا الله تعالى بحفظها.
٭ عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاء اعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى النبي صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى اذا قضى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه، قال: «أين السائل عن الساعة؟»، قال: ها انا يا رسول الله، قال اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة، قال: وكيف اضاعتها؟ قال: اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة» (رواه البخاري).
كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ايمان العبد لا يكتمل ولا يستقيم الا بأداء الامانة. قال صلى الله عليه وسلم: «لا ايمان لمن لا امانة له، ولا دين لمن لا عهد له». اخرجه مسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجامل احدا في تولية الولايات، لان المجاملة في تولية المناصب تكون على حساب الناس، وضياع حقوقهم، وتدهور امورهم واضطرابها.
عن ابي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله الا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي. ثم قال: «يا ابا ذر انك ضعيف، وانها امانة، وانها يوم القيامة خزي وندامة، الا من اخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها». اخرجه مسلم.
فأبو ذر رضي الله عنه صحابي جليل، قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضله ومناقبه: «ما اظلت الخضراء، ولا اقلت الغبراء، من ذي لهجة، اصدق من ابي ذر رضي الله عنه» رواه احمد والترمذي (صحيح الجامع) عن ابن عمرو.
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعمله، لان التدين والطيبة شيء، وفن القيادة شيء آخر، وقد يجتمعان في المرء وقد لا يجتمعان.
كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ان من علامات النفاق تضييع الامانة، فعلى المسلم ان يحذر من التشبه بالمنافقين. قال صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب، واذا وعد اخلف، واذا ائتمن خان». اخرجه البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه.
وزاد مسلم في رواية له: «وان صلى وصام وزعم انه مسلم».
وقد حثنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم على التبصر والتأمل في تولية الرجال المناصب، خاصة في آخر الزمان، حيث تقل الامانة في الناس. والناس فيه كابل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة.
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: «حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن، وعلموا من السنّة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة، فقال: ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام نومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا، وليس فيه شيء ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله قال فيصبح الناس يتابعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، حتى يقال للرجل: ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان». رواه مسلم وغيره.
الجذر: هو أصل الشيء. والوكت: هو الأثر اليسير. المجل: هو تنفيط اليد من العمل وغيره.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم قرني، ثم الذي يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن». رواه البخاري ومسلم.
إن إعطاء الصوت لمن لا يستحق تضييع للأمانة التي أمرنا بحفظها، وخيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ونعيذ أنفسنا جميعا بالله من ذلك.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استعمل رجلا من عصابة، وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين». رواه الحاكم من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه، وقال: صحيح الإسناد.
أخي الناخب، أختي الناخبة:
إن الصوت الذي ستدلون به يوم الاقتراع شهادة، فإن كانت للمستحقين برئت ذمتك والحمد لله، وإن كانت لغيرهم فهي شهادة زور، أسأل الله أن يحفظ الجميع منها.
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور». وكان متكئا فجلس. فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت. رواه البخاري ومسلم والترمذي.
وعن أنس رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال: «الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: شهادة الزور». رواه البخاري ومسلم.
إن خوف المسلم من ربه، وحبه لوطنه، يدعوه إلى الحرص على تولية الأخيار الأقوياء الأمناء، أهل الدراية والكفاءة.
ولقد تغنى الشعراء بحب الوطن:
موطن الإنسان أم فإذا
عقه الإنسان يوما عق أمه
وقال آخر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام
وقال آخر:
وإذا عظم البلاد بنوها
أنزلتهم منازل الإجلال
توجت هامهم كما توجوها
بكريم من الثناء وغال
أيها الإخوة والأخوات:
الكويت عزيزة على قلوبكم الكريمة، فهي الموطن (وموطن الإنسان أم له) ومن حقها عليكم: أن تنتقوا لها أفضل وأسمى ما عندكم من رجال، كي يواصلوا مسيرة الخير والإصلاح، بتقوى وصلاح، ويسعوا إلى التقدم والرقي في جميع الأمور.
إن أثر الرجال عظيم في حياة الأمم، فبهم بعد الله تعز البلاد وترتقي، ويحفظ الدين والنفس والعرض والمال.
لذا كونوا موفقين في اختيار بطانة صالحة لقيادتكم، تعينها على الخير والهدى والصلاح، لأن صلاح البطانة صلاح للقيادة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا، جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه». رواه النسائي عن عائشة رضي الله عنها.(صحيح الجامع).
وعن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه. والمعصوم من عصم الله». رواه البخاري واللفظ له.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والحكمة وأن نكون عونا للحق وأن نصدق في تعاملاتنا مع الله ومع الناس، ولابد من الحذر لما يخططه الأعداء لا شغال المنطقة بالصراعات والنزاعات حتى يظفروا بما يريدون مذكرا بأن الأمن أكبر نعمة ولا تستقر الحياة إلا به، (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
أخبار العالم الإسلامي
٭ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يكرم الشيخ عبدالرحمن السميط والعم يوسف الحجي، وذلك لجهودهما الخيرية.
٭ تم فتح جسر باب المغاربة في المسجد الأقصى وذلك بعد ضغوط وتهديد من الفصائل.
٭ إسلام أكثر من 71 شخصا في الكويت في أول عشرة أيام من هذا الشهر.
٭ مجلس حقوق الإنسان أفاد بأن عدد القتلى في سورية تجاوز الـ 5 آلاف شخص.
٭ أمير قطر يفتتح أكبر مسجد في قطر ويطلق عليه اسم الأمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
٭ رئيس رابطة علماء فلسطين في الداخل يدعو للدفاع عن المساجد في فلسطين وذلك في ظل كثرة الانتهاكات من الاحتلال.
٭ في الذكرى السنوية لانطلاق حركة حماس كتائب عزالدين القسام تعلن حصادها منذ الانطلاقة: 1848 شهيدا وقتل 1365 صهيونيا وإصابة 6411 آخرين.
٭ إنشاء أول مسجد في مدينة (سالونيك) اليونانية وهي ثانية كبرى المدن في اليونان وذلك بعد ازدياد عدد المسلمين فيها وقد بلغ عددهم أكثر من 5 آلاف مسلم.