من العار أن يقع اختيار أغلبية من الطائفيين أو العنصريين أو السذج أو المرتزقة على شخص ما ليكون ممثلا لهم في أي موقع وفي أي مجال من مجالات الحياة، فإن الأغلبية متى ما كانت مكونة من أفراد لا يساوي مجموعهم شيئا في موازين الحكمة والمعرفة والثقافة والوعي والأخلاق، فإن اجتماعهم يزيدهم عمى وانحطاطا، لأنهم لن يكونوا أفضل حالا من القطيع الذي يساق دونما أدنى وعي ولا إرادة، وفيما نحن فيه يقول جورج برنارد شو: إن الديموقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل، لأن أغلبية من الحمير ستحدد مصيرك!
وسأتجه مباشرة في هذا المقال إلى السبب الرئيسي في الانحدار الذي ما زالت جل مؤسسات الدولة تتردى فيه، وهو غياب التنمية المعرفية عن عقل الحكومة ومجلس الأمة على حد سواء!
إن تهيئة الظروف لتلقي أعلى مستوى من التعليم مسؤولية تقع على عاتق الحكومة ليس من خلال وزارة التربية فقط وإنما ينبغي أن تتضافر جهود جميع الأجهزة الحكومية لتحقيق هذا الهدف، ولكن هذه الخطط لم تطرح على جدول أعمال مجلس الوزراء، ومن ثم لم يعبأ بها أيضا في مجلس الأمة، ولو كان الواقع على خلاف ما ذكرت آنفا، لكانت الحكومة ستصاب في مقتل من أول طلقة توجه إليها من قبل مجلس الأمة، وهل حدث أن تم تقييم مستوى التعليم عندنا، وهل نوقشت أسباب ترديه وتدهوره وهل تساءل مسؤول ما عن أسباب تقهقر التصنيف الأكاديمي لجامعة الكويت، أو عن الأسباب الحقيقية لتأخر ولادة جامعة جابر على الرغم من مخاضها طيلة سنوات؟!
علينا أن نكثف جهودنا لبناء جيل جديد أعلى علما وأرقى خلقا أبعد ما يكون عن السذاجة والنفاق والعنصرية والطائفية والمادية..، فلطالما صدعوا رؤوسنا بقضايا الفساد المالي ومطاردة اللصوص، ولكن لا أحد يتحدث عن محاولة إصلاح العقول التي جعلت بعض الحمقى واللصوص يحاولون أن يكونوا نوابا في مجلس الأمة!
إن إصلاح المجتمع من خلال توعيته وتثقيفه هو الحل الوحيد لكل ما ترى وتسمع من مشكلات أصبحت كالحفر التي تعيق تقدمنا وكلما حاولوا دفنها ازدادت عمقا واتساعا لأن العود أعوج وهم يحاولون إصلاح ظله!
[email protected]