سأل أحد الأعراب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فقال له: كيف حكمت أربعين عاما، ولم تحدث فتنة واحدة في الشام بينما الدنيا تغلي، فقال معاوية رضي الله عنه : إن بيني وبين الناس شعرة، إذا أرخوا شددت وإذا شدوا أرخيت. والمتابع للشأن السياسي عندنا يجد أن الحكومة تتبع هذا النهج، سواء بقصد أو بغير قصد، فحين ينفض دور الانعقاد نجد الحكومة تتشدد في تطبيق القوانين والتضييق على الحريات وإشغال القضاء بدعاوى الرأي ومحاصرة الندوات وما أن يبدأ دور الانعقاد ويعود الأشاوس نواب الأمة إلى كراسيهم نجد الانبطاح الحكومي الرهيب كأنها تقول «أنا مو قصدي أسوي چذي» وتبدأ الحكومة بمط الشعرة إلى أن تصبح بكرة خياط
لا شك أن الحكومة عالجت بعض الملفات وأدمت الآخر منها، وهذا يجعل من دور الانعقاد الحالي أفضل من شعار السينما القديم «أين تذهب هذا المساء» بالنسبة لأي متابع للشأن السياسي، بمعنى آخر الحكومة تقريبا خربتها مع كل الكتل السياسية على اثر الملفات الشائكة التي طرحت خلال الإجازة الصيفية، وأعتقد أن للحكومة هدفا من هذه المعالجات وهو إعادة تحالفها مع كتل جديدة على حساب كتل سابقة بما يخدم توجهات الحكومة في المرحلة القادمة! كبيرة يا حكومة.
جميل ما قاله سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد خلال تلاوته للخطاب الأميري في بداية دور الانعقاد بأنه يعترف بأن الحكومة لم تبلغ الحد المنشود في مستوى الإنجازات التنموية. وإن شاء الله تكون بادرة خير يا سمو الرئيس، خصوصا أن الحكومة تملك الأغلبية في المجلس، وقد تكون أصبحت هي سيد قراراته.