الشباب قوة هائلة، من يتمكن من توجيهها الى الوجهة السليمة يحقق رقما صعبا في موازنات القوى. هذا ما أدركه جيدا الرئيس الأميركي الفائز بولاية ثانية باراك اوباما، حيث ركز في حملته على هذه الفئة، ووضع لهم اهتماما كبيرا في خططه للمرحلة المقبلة، ومنحهم حقهم في خطاباته خلال حملته الانتخابية، كما أنه اعترف بفضلهم في خطاب النصر.. وهذا ما لم يدركه منافسه الخاسر ميت رومني الذي جاء أغلب ناخبيه ممن تعدوا سن الـ 50 عاما.
والحقيقة التي لا يمكن ان يتنازع عليها اثنان هي ان قوة الأوطان وتقدمها وازدهارها كل هذا يتحقق على ايدي الشباب الطموح نظرا لما يتمتعون به من حماس وما يتميزون به من قوة، وهم فقط بحاجة الى حشد هممهم، وتسليحهم بالعلم والثقافة واستثمار طاقاتهم الاستثمار الامثل.
ورغم هذه الحقيقة، الا ان الدول العربية جميعها من دون استثناء لم تعط الشباب ما يستحقونه من اهتمام ورعاية وتركتهم يواجهون التحديات في بحر متلاطم من المعوقات، وهنا تتحول إمكانيات هؤلاء الشباب الى قنابل موقوتة في اي بلد، وبدلا من ان يكونوا أدوات للبناء والرخاء يتحولون الى معاول هدم خاصة إذا حاصرهم الفراغ فقتل طموحهم وأوهن عزيمتهم.
ما يدعو الى التفاؤل في الكويت ان الشباب اصبح يحظى باهتمام كبير على أعلى المستويات برعاية سامية من قبل صاحب السمو الأمير، وصارت مقترحات الشباب ومشروعاتهم وأفكارهم موضع اهتمام الجميع تحت مظلة المشروع الوطني للشباب، وهذا يبشر بمستقبل مزدهر للكويت بفضل سواعد شبابها الطموح.
[email protected]