منذ اندلاع ثورة 25 يناير، حرصت على المشاركة في جميع الاستحقاقات السياسية التي جرت، على صعيد الاستفتاءات والانتخابات، من منطلق الإيجابية في صنع التغيير، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين فـ«بيدي لا بيد عمرو» نملك قرارنا، ونصنع مستقبلنا ونغير واقعنا.
وخلال كل مرة كنت أذهب فيها للإدلاء بصوتي كنت أرصد مجموعة من المظاهر السلبية، فهذه مجموعة تحمل شعارات سياسية أمام باب السفارة، وأخرى تعترض طريق الناخبين لإقناعهم بالتصويت لفصيل معين، وغيرها تحشد البسطاء بوسائل رخيصة وصلت إلى ما سمعنا عنه من تجهيز مظاريف التصويت ودفع مبالغ مالية أو مساعدات عينية.
ورغم انتقاد مثل هذه المظاهر إلا أننا لم نكن نملك أن نقسو على السفارة المصرية، أو نحملها المسؤولية الكاملة لمثل هذه التجاوزات، فقد كنا في تجربة وليدة، وأحداث متلاحقة يصعب معها أن نحقق المثالية في كل شيء.
وفي هذه المرة، ومع الاستفتاء على الدستور المعدل فوجئنا بإجراءات جديدة، اعتبرتها واعتبرها غيري أنها من قبيل التعقيدات، ووضع أبناء الجالية أمام متاعب تدفعهم إلى الإحجام عن التوجه إلى سفارة بلدهم للإدلاء بأصواتهم، فقد تم الإعلان عن منع دخول أي سيارات إلى منطقة السفارة، وتوفير باصات من منطقة مواقف الجزيرة الخضراء لنقل الراغبين في التصويت إلى السفارة ثم العودة إلى نفس المكان، وقصر التصويت على من يحملون أصل بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن، كل هذه الأمور وضعتها في خانة سلبية تماما واعتبرتها «سبة» في جبين سفارتنا.
لكن الحق لابد أن يعلن، فعندما ذهبت للتصويت تبدلت الصورة تماما، فآلية التصويت هذه وفرت المرونة والسهولة والسرعة والأمن للجميع، والأهم من ذلك أنها وفرت الوقت، فمواقف السيارات بمنطقة الجزيرة الخضراء متوافرة بعكس ما كنا نبحث لأكثر من نصف ساعة عن مكان للسيارة في منطقة السفارة في ظل الإقبال من أبناء الجالية على التصويت، وفي منطقة الجزيرة الخضراء أيضا طاقم من السفارة يستقبل الناخبين ويعطيهم بعض التعليمات، بمنتهى الرقي والتحضر والترحيب، اما الباص فلا يستغرق أكثر من 5 دقائق حتى الوصول إلى باب السفارة، وهناك نجد عددا كبيرا من رجال الأمن الكويتي الذين يستقبلون الناس بالابتسامة، ولا طلب لهم إلا الإسراع في الدخول للإدلاء بالصوت، وما هي إلا ثوان معدودة حتى انتهت عملية التصويت في ظل تنظيم على مستوى عال ودقة متناهية، فترى مقر السفارة وكأنه خلية نحل، كل من فيها أو يقترب منها يتحرك في سرعة كبيرة لإنجازه مهمته، فتكون النتيجة صورة حضارية مشرقة، وخدمة جليلة لجميع أبناء الجالية.
كلمة شكر لابد أن نوجهها للسفير عبدالكريم سليمان وجميع مستشاري السفارة وكذلك المستشار الإعلامي محمد فوزي وكلمة تقدير لابد أن نوجهها للكويت حكومة وشعبا على هذا الاحتواء وهذا التعاون وهذا الكرم.. وكل التقدير لجهود رجال الداخلية.
***
كلمة أخيرة: أدعو جميع اخواني من أبناء الجالية للإقبال على التصويت وتسجيل كلمتهم في الصندوق بكل تجرد وحياد، لا يحكمهم فيها إلا النظر لمصلحة بلدهم ومستقبل أبنائهم.. الا هل بلغت اللهم فاشهد.
[email protected]