الممارسة الديموقراطية السليمة تعكس مدى تحضر ورقي المجتمعات، بل هناك من يقيسون تقدم الدول بمدى الديموقراطية التي تنعم بها شعوب هذه الدول.
وإذا ما أمعنا النظر فيما يحدث في أكثر الدول تقدما، فسنجد ان هناك أحزابا وتكتلات كبرى تمارس الديموقراطية بكل ما تملك من أسلحة لتظل في المقدمة دائما، إلا انها عندما تخسر السباق في اي معركة تقف لتسير خلف الفائز، حفاظا على مصلحة الدولة، وفي الوقت ذاته تسعى الى تعويض إخفاقها والبناء على ما لديها من ميزات لتعاود المنافسة على الصدارة في المرات المقبلة.
هذه الصورة نراها في كل الدول المتقدمة، لكننا إذا انتقلنا الى الشعوب العربية نجد اننا نفرح بمسمى الديموقراطية ونهلل لهذا المسمى عندما نتقدم ونفوز، أما إذا لم نوفق فإننا سريعا ما نلجأ الى اتهام الطرف الآخر والسعي الى تحطيمه والإيقاع به، حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن والمواطنين.
اللعبة السياسية تحتاج الى ذكاء وفطنة ولا تستغني عن الصبر وبعد النظر، قد يخسر الفرد مرة لكن عليه ان يعد نفسه جيدا للمرات المقبلة، المهم في هذه اللعبة ألا نفقد البوصلة وألا نضيع الهدف الرئيسي وهو مصلحة الوطن ومستقبل أبنائه.. والله الموفق.