انطلق العرس الكروي الخليجي، لتعيش الشعوب الخليجية مع حلم اللقب الذي تتقاذفه أقدام اللاعبين على مدى أيام الدورة، في ملتقى حماسي حبي يتكرر كل عامين بين شباب دول مجلس التعاون، وتحظى هذه الدورة بأهمية كبيرة كونها تعد لبنة مهمة في سبيل تعزيز الروابط الخليجية وإصلاح ما أفسدته بعض الأمور السياسية.
ورغم أنه قبل انطلاق الدورة لم يكن التفاؤل بمستوى المنتخب الكويتي بالقدر الكافي، إلا أن المباراة التي خاضها الأزرق أمام شقيقه العراقي عكست ما يتمتع به لاعبو الكويت من روح عالية ومستويات فنية طيبة تجعلنا ننتظر منهم إكمال البطولة على نفس المستوى ليواصل إسعاد الجماهير الكويتية المتعطشة لتحقيق الانتصارات الرياضية.
والتاريخ يؤكد أن الأزرق يعرف جيدا السبيل الأمثل لاقتناص كأس هذه البطولة التي يعشقها وتعشقه.. وبعيدا عن حسابات المكسب والخسارة، نرجو الله أن تسهم هذه الدورة في تحقيق المزيد من المحبة والتقارب بين الشعوب الخليجية.
****
حالة الزخم فرضها قدوم فريق النادي الأهلي المصري لخوض المباراة الودية التي جرت مع النادي العربي يوم الأربعاء الماضي، ورغم توقعي لهذه الحالة من البهجة التي ألقت بظلالها على كثير من أبناء الجالية المصرية وكثير من أشقائهم الكويتيين، إلا أن درجة الشغف بمتابعة تلك المباراة وتبادل الأحاديث عنها بين زملاء العمل من البلدين فاقت كل التوقعات، خصوصا أن المباراة اتسمت بالندية والروح الرياضية العالية، وتضمنت المتعة والإثارة الرياضية منذ بدايتها وحتى انطلاق صافرة النهاية.
المحصلة المهمة أن الأنشطة الرياضية تسهم بشكل فعال في زيادة الروابط بين الشعوب، خصوصا إذا ما ابتعدت عن الحسابات السياسية وعوامل الحقد والانتقام، التي أحيانا ما تهيمن فوق سماء مثل هذه المنافسات الشريفة.
تحية إجلال وتقدير للحكومة الكويتية ومسؤولي النادي العربي على حسن التنظيم، والحفاوة التي قوبل بها لاعبو النادي الأهلي، رغم أن معظمهم ليسوا من نجوم الصف الأول بالفريق، نظرا لارتباط المنتخب المصري بمنافسات التأهل لنهائيات أفريقيا، وتحية أخرى نقدمها لشركة المستقبل التي رعت هذه المباراة وعلى رأسها د.سليمان العسعوسي، ولعلها تكون نافذة لمنافسات مماثلة بين أندية ومنتخبات البلدين لتحقيق المزيد من التقارب، في ظل العلاقات المتميزة بين البلدين والتي تعد نموذجا في الأخوة والترابط والتكامل، فضلا عن تطابق الرؤى في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.
ولا ينسى المصريون الدور الإيجابي الكبير الذي تلعبه الكويت في دعم مصر سياسيا واقتصاديا، سعيا لتحقيق المزيد من الاستقرار بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
****
عندما يجمع الناس على كفاءة وحنكة ودماثة خلق شخص معين فإنها تكون شهادة موثقة تعكس حقيقة لا مراء فيها.. هذا ما لمسناه ممن عرفوا المستشار الإعلامي في السفارة المصرية الزميل محمد فوزي الذي أنهى فترة عمله بالكويت.
فقد حظي الزميل فوزي بإشادات من الجميع سواء من زملائه العاملين في السفارة، أو من الإعلاميين المصريين والكويتيين بمختلف وسائل الإعلام، لذا جاء احتفال الصحافيين بوداعه في جمعية الصحافيين بمنزلة رسالة مستحقة لشخص جمع بين المهنية والمصداقية وأضاف إليها الروح المرحة وخفة الظل، فكان بحق مثالا يقتدى في العطاء والإخلاص.
لا يسعنا إلا أن ندعو له بالمزيد من التوفيق، ونتمنى أن يكثر الله من المجتهدين والمخلصين أمثاله، فنحن في أمسّ الحاجة لأن يبذل كل منا ما بوسعه من اجل وطنه وأبناء بلده.
[email protected]