منذ أن تدحرجت الكرة في الأزمان الغابرة في الصين والبرازيل وفي انجلترا، فإن الولاء هو الغالب لأنه نبض يشعر به الإنسان اذا تحرك «الادرينالين» فيه، واستنفرت مشاعره وباتت وقادة نارية، فانه يضطر الى استخدام لسانه للتعبير، بعد ان يكون عقله كوَّن مفهوما عن الكرة و«الولاء» لها.
بُعد فلسفي في عالم الرياضة، وتحديدا في كرة القدم التي وحدت شعوبا وفرقت اخرى، وبعد ان انقلبت السياسة بتغولها على الشعوب الأوروبية أصبحنا نتابع ونشجع ونشاهد مباريات كؤوس اوروبا السابقة، وكأس العالم، وكانت الولاءات بين الغرب والشرق ونعطي مثالا لكم: ألمانيا الغربية وألمانية الشرقية وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، وبعد الوحدة الاوروبية تقسمت شعوب وأقاليم، واصبح منها دول ومنتخبات لها وزنها في عالم كرة القدم حاليا ومنها: «صربيا وكوسوفو وجبل طارق والبوسنة وأستونيا ولاتفيا وكازاخستان، والكثير من المنتخبات التي خرجت من عباءة العملاق السوفييتي المنهار آنذاك».
والكل تغير وتبدل بينما بقي مفهوم واحد في قلوب وأفئدة المشجعين فقراء كانوا ام أغنياء، معذبين في الأرض ام مليونيرية وهو «منو تشجع؟»، ورأينا أسلوب التشجيع لدى الشعب الايسلندي «الصفقة المنضبطة والموحدة» التي يؤديها هؤلاء المشجعون على المدرجات مع لاعبيهم الذين قدموا مفاجآت لا تنسى من ذاكرة اليورو الغريب العجيب، وهم وصلوا للمرة الأولى الى النهائيات منذ ان عرفوا كرة القدم، ومثلهم من أنعش المدرجات وكانوا خير ضيوف وضيفات وهم الشعب الألباني وللمرة الأولى أيضا يقفون ويشجعون في هذه البطولة القارية العتيقة، وكذلك فعل الويلزيون والايرلنديون الشماليون والسلوفاكيون، وغيرهم من المشجعين الذين قدموا أساليب تنم عن ثقافتهم وتراثهم، وكانوا خير سفراء لبلادهم في هذا الملتقى السياحي الترويجي الأكبر اهمية، وهي البطولة وستاداتها وجادات الشانزليزيه وتفرعاتها ذات الحجارة الزرقاء المرصوفة منذ مئات السنين، لتكون شاهدة يوما ما ان الألبان والايسلنديين مروا من هنا في يوم ما من يونيو 2016.
«منو تشجع؟»، فقرة يومية في ملحقنا اليومي والتي ضمت تحت لوائها وزراء وشيوخ ونواب وشخصيات رياضية «vip» ونجوما حاليين وسابقين وإعلاميين عربا وخليجيين.. وكلهم شجعوا... «بس منو بقى ومنو خرج».. اسألوا الـ «brexit».
[email protected]