دموع فاضت بالمحيط البارد والقارس، وأفئدة صغيرة تحطمت، وقلوب كبيرة تكسرت، في قصة حب انشطرت الى قسمين، الأول كان تضحية ووفاء وإيثارا، والثاني عاد قلبه إلى الحياة بعد توقف استمر سنوات طويلة مع ذكريات لا تنسى، «تروح وتجيء» وتشتعل وتنطفئ إلى آخر العمر.
وإذا كانت السينما هي الفن السابع للشعوب المتحضرة، فإن كرة القدم هي «اللعبة الشعبية الأولى بالعالم»، والتشابك بينهما غير محدود لأنه يستقي تعابيره وأحداثه من حياة الإنسان لاعبا كان أو ممثلا، والكل ينسج موقفه ويؤديه ببراعة فقد يكون مقنعا وقد لا يكون جيدا.
وفي مواجهة اليوم، تقف فرنسا كلها بكل اطيافها ومهاجريها ومواطنيها الارستقراطيين والعاديين والعمال ومعهم ايضا برج ايفل والشانزليزيه ونهر السين ليشجعوا منتخبهم امام المنتخب الآيسلندي.
فالجبل الجليدي لآيسلندا أطاح بالكثيرين وخدع كبار القارة العجوز، كما فعل مع «تايتانيك» وأغرقها في محيط مخيف في ساعتين، وحطم امال الكثيرين على متنها، وهذا ما لا نريده للفرنسيين الا يبكوا ولا ينهاروا ولا يخسروا قلوبهم في حال تفوق شعب الجليد الآيسلندي على دفء المجتمع الفرنسي ورواياته المفعمة بالاحساس والحنان والانسانية، لان المباراة هي فيلم سينمائي ابطاله نجوم المنتخبين وحبكته ستكون بين ثلاثة مدربين وهم ديشامب ولاغرباك وهالغريمسون، والمكان في ستاد سان دوني، وننتظر مع الملايين، كيف والى من سيؤول المشهد الاخير.
لا احد يريد ان يخسر البلد المستضيف للبطولة وأحد فرسان ومؤسسي البطولة القارية، رغم الانجاز التاريخي والقياسي للآيسلنديين فإنهم يبقون «فورة شعب كروي لا يمكن ان تستمر لأسباب كثيرة منها الدوري المحلي والنجوم والاعلام». فشكرا لآيسلندا اذا اكملت او لا.
***
طريق البرتغال قلتها سابقا في هذه الزاوية، انها ممهدة ومفروشة بالورود وامام الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو فرصة العمر ليصل الى النهائي وان يحرز اللقب للمرة الاولى لبلاده وان يكون اسطورة البرتغال بلا منازع، وان يتجاوز ميسي «الزعلان» من ضياع اللقب في 4 نهائيات قارية وعالمية.
[email protected]