أمير قبيلة العجمان
التواصل والتزاور في شهر رمضان الفضيل بين الأهل والأرحام شيمة رفيعة، وعادة أصيلة، أرساها الآباء والأجداد، وتوارثها الأبناء، ورعاها أهل القدوة من أمراء الكويت ووجهائها لتقوية أواصر المجتمع، وتعزيز روابطه، وبناء وشائجه على أسس سليمة وصحية، قوامها الاحترام المتبادل والنقاء والصفاء وسلامة الصدر وإعلاء شأن المصلحة العليا للبلاد ودعم وحدتها الوطنية.
جولات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ـ حفظه الله ـ على ديوانيات المواطنين والقوى الوطنية والفئات الاجتماعية والمقاهي الشعبية وجمعيات النفع العام برهنت مجددا على روح التواصل بين أبناء الشعب الكويتي وقياداته، وحرص سموه على تبادل الأحاديث الودية والأبوية بكل حب ودفء مع أبناء الوطن على اختلاف مشاربهم، ومما يبعث على الفخر والاعتزاز بقيادته الحكيمة تحلي سموه بالتواضع الى حد مداعبة مستقبليه بابتسامته المعهودة دون تكلف ولا تصنع، والجلوس في كثير من الديوانيات متوسطا الأطفال، وكأنه يبعث إلينا رسالة مؤداها «هؤلاء هم فلذات أكبادكم فاهتموا بتربيتهم وربّتوا على ظهورهم لأنهم عدة المستقبل ورجال الغد».
هذه الروح العالية والنفس الكبيرة التي يتمتع بها صاحب السمو الأمير في الانفتاح على أبناء شعبه والتبسط معهم وتفقد أحوالهم مثال يحتذى في دعم اللحمة الوطنية والعمل على نبذ كل ما من شأنه ان يعكر صفو العلاقات بين أبناء الوطن الواحد، وعلى أبناء الشعب الكويتي أن يقتفوا أثر سموه وأن يئدوا الفتنة التي تطل برأسها بين الحين والآخر، مقتدين بهذا النهج السامي الذي دشنه صاحب السمو الأمير في هذا الشهر الفضيل جريا على عادة الآباء والأجداد.
ولأن الكويت هي بلد الخير والعطاء، فقد اتخذ سموه مبادرة كريمة، ليست الأولى من نوعها، دعا خلالها الى حملة إغاثة عاجلة لمساعدة منكوبي فيضانات باكستان، وقام بمضاعفة تبرع الكويت من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين، وأصدر توجيهاته السامية الى الجمعيات الخيرية بتبني هذه الحملة الإنسانية، وفي مقدمة المتبرعين بادرت أسرة الصباح الكريم بتقديم تبرع سخي قيمته 5 ملايين دولار، هذا الموقف الإنساني من الأمير الإنسان يأتي في سياق العديد من المبادرات الخيرية التي سبق ان أطلقها لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ويعكس حس سموه المرهف واستشعاره بمعاناة الآخرين، ويرفع من شأن الكويت في المحافل الدولية والإنسانية.
التحديات المحدقة بالوطن حاضرة دائما في ذهن سموه وضمن أجندته، فقد تجلت هموم الوطن في كلمة سموه المتلفزة التي وجهها قبل أيام إلى أبناء الكويت ليهنئهم بحلول العشر الأواخر من رمضان، ويضعهم في صورة هذه التحديات مشخصا الداء الذي يعاني منه الوطن، وواصفا الدواء بدعوته أبناء الوطن الى الحفاظ على ثوابتنا ومواريثنا الفاضلة التي أرساها الآباء والأجداد، ومشددا على ضرورة الوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الإساءة للوطن العزيز بإثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو الفئوية، وموجها إلى ضرورة الارتقاء بإعلامنا المقروء والمسموع والمرئي، وممارسة دوره المنشود في تعزيز الولاء للوطن وترسيخ روح الوحدة الوطنية، هذا الخطاب الراقي المفعم بالإحساس بالمسؤولية رسالة سامية إلى جميع فئات الشعب الكويتي.
هذه التوجيهات السامية تدعونا إلى ان نتقي الله تعالى في وطننا وان نقدم المصالح العليا على المصالح الحزبية الضيقة، وان نتفانى في حب الوطن وأن نستشعر قيمة النعم الجليلة التي نرفل فيها، وان نرد الجميل الى وطننا العزيز بالمحافظة على وحدته الوطنية التي تفيأ ظلالها آباؤنا وأجدادنا، فنهلوا في ظلها الأمن والاستقرار بعيدا عن الضغائن والأحقاد وإثارة صغائر الأمور.
اننا نرى طوق النجاة من الأخطار المحدقة بالوطن في التجاوب مع النداء السامي المتكرر للوالد الحكيم والقائد الحاذق صاحب السمو الأمير، فالتعاطي الايجابي مع توجيهات سموه خير معين على المحافظة على كويت الخير التي أعطتنا الكثير وحان وقت الوفاء ورد الجميل، أسأل المولى عز وجل ان يحفظ صاحب السمو الأمير وولي عهده الأمين وأن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وان يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن.