بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في 24 أكتوبر 1945، تم تأسيس الأمم المتحدة، وبنفس التاريخ تم تشكيل مجلس الأمن الدولي بهدف الحفاظ على الأمن العالمي ومنع حدوث أي حرب أخرى في المستقبل إلى جانب عدة منظمات بتخصصات مختلفة، ومع مرور الأيام أصبحت هذه المنظمة تشمل تحت مظلتها أغلب القضايا التي تخص البشرية وكل ما يتطلب تعاوناً دولياً مشتركاً بين أي طرفين أو أكثر لحل نزاع أو لإيجاد حل وغيرها وفق قواعد وشروط وآليات، منها ثابتة ومنها متغيرة، تعمل على تمكين هذه المنظمة لتحقيق أهدافها.
ولكن ما يحدث في الواقع من أحداث وتغيرات على البشر أنفسهم وكذلك على طبيعة كوكب الأرض منذ تأسيس هذه المنظمة أمر آخر لا يمكن تفسيره إلا بأمرين لا ثالث لهما، إما أن هذه المنظمة غير قادرة على النجاح فكان الاستمرار رغم الفشل هو سبب ما يحدث، أو أنها قادرة على النجاح وكان سبب ما يحدث يقع تحت مسؤوليتها!
وهذا التساؤل مستحق لعدة أسباب ومنها عدم حدوث حرب عالمية ثالثة، ما يعني عدم وجود نزاع حقيقي على السلطة، تراجع القيم الإنسانية والأخلاقية بين البشر ما أدى إلى تمزيق العلاقات الاجتماعية، تزايد مشاكل الطبيعة وتجاهل العديد منها، تراكم القضايا وتزايد أنواعها واستمرار تعليقها دون إيجاد حلول لها، وغيرها من فساد وإفساد يحدث في العالم دون حراك!، فهل تدمير البشر وإفساد الأرض وتجاهل الحقائق والاتجاه نحو المجهول في دعم الخيال من فضاء ورقميات ومشاريع لاستبدال البشر بالآلات وخلط الأوراق بعضها بعضا بهدف التضليل هو حل يخدم البشرية؟
لذلك، الحل هو حل هذا الكيان من أساسه، كما حدث لما سبقه من كيانات كانت عبئا على تقدم البشرية، فأزالها الله أو تغلب عليها البشر، أو أن تتم إعادة النظر في تمكين الأعضاء الـ 5 الدائمين، ما يفتح باباً أمام من يرغب في العثور على ثغرات تسمح له بالتحكم في العالم من خلال ثبات 5 دول فقط دون غيرهم، فلماذا لا يتشارك الجميع في صنع القرار؟ ولماذا لا يتم ابتكار آلية جديدة لا تكون فيها ثغرات مماثلة؟ وأيضا لماذا يتم التفريق بين الأعضاء؟ فالتمييز وعدم المساواة يشكل دافعا نحو التنافس غير المشروع والمبني نتيجة ردة فعل، حيث إن هذا الحق في التصويت يمنح صاحبه القدرة على التحكم في العالم، طبعا إذا افترضنا براءة هذه الدول الـ 5 مما سبق، وأخيراً أتمنى أن يعرف العالم مَن وراء هذا كله أو مَن المستفيدون من ضياع حقوق العالم وجهودهم وأموالهم، حين أراد منهم البحث عن المستقبل في اتجاه الوهم والخيال الذي لا نهاية له.