دمشق – هدى العبود
أكدت الفنانة رنا العضم لـ «الأنباء» أنها تجسد شخصية «كشكش» الفتاة التي تعمل ضمن مجموعة من الفتيات اللاتي امتهن عملا لا يتقبله المجتمع من حيث العادات والتقاليد العربية والإسلامية والسورية خاصة، لكن الكاتب قتلان رصد الحياة المجتمعية في سورية خلال تلك الفترة الزمنية الهامة من تاريخ بلادة بعد الثورة السورية الكبرى 1927، وقدمها من خلال مسلسل يعتبر الأضخم موسميا على فضائيات رمضان بين كافة الأعمال الفنية التي ستدخل السباق الرمضاني الحالي
وعن مضمون العمل، قالت العضم «تدور الأحداث في حقبة الانتداب الفرنسي، ويقع الكولونيل بغرام الراقصة عزيزة، والعمل يقدم حياة عزيزة من خلال خطين، الخط الأول» مدرسة الرقص المدعمة من كبار رجالات الدولة سواء من الأمن والمخابرات والمجتمع والفنانين والأناس العاديين، قدم ذلك من خلال حكاية شعبية تبدأها عزيزة من «المرقص» واستمرت حتى نشأة الفن بشكله الحديث في بلادنا، لكن أهل الشام رفضوا ما أقدمت عليه عزيزة وجوقتها، واعتبروا ذلك يتنافى مع عاداتهم وتقاليدهم من مجون ورقص وغناء هذا من ناحية، ومن الناحية «انتابهم الخوف الكبير على فتياتهم من الانجراف والانحراف وراء عزيزة ومغريات الحياة الفارهة التي تعيشها بإحيائهم القديمة العتيقة والمنغلقة على نفسها لكن الكاتب أبدع بدمج الأحداث مع التواجد السياسي والثقافي والتطور المجتمعي، إذ كان هناك دار للمعلمين وبرلمانيات وطبيبات ومحاميات خريجات وتعتبر كلية الحقوق والطب من أولى الجامعات التي فتحت على مستوى الوطن العربي، رافضا أن تكون المرأة الدمشقية، كما قدمت من خلال أعمال البيئة الشامية التي ظلمتها وحرفت الواقع الحقيقي للمرأة الدمشقية والسورية بأنها لا تفقه شيئا سوى «حاضر ابن عمي»، كما لفتت الفنانة رنا العضم إلى ان مسلسل جوقة عزيزة ليس عملا توثيقيا، ولا ينتمي لأعمال البيئة الشامية، ويعتبر نقلة نوعية نحو الحقيقية، وعالجها بشكل درامي راق وأبدع فيها.
أما الخط الثاني في العمل فتجسد شخصية كشكش التي تعاني من ظروف معيشية صعبة للغاية، أجبرتها تلك الظروف على ان تكون بمكان ليس مكانها نتيجة صعوبة وظروف الحياة القاسية التي أحاطتها، لكنني قررت التمرد على هذا الواقع المؤلم ونظرته الدونية لمثل تلك الأعمال، علما ان العمل الذي كنت انتمي له كان محط رعاية المعنيين بالدولة بالترخيص لتلك المهنة، لكنني قررت التوبة وابتعدت وقررت أن أعيش حياة لائقة بعيدا عن تلك المدينة وأتوب توبة نصوحة لوجه الله تعالى.
وأضافت رنا: نظرا لأهمية أحداث المسلسل فقد قامت الشركة بتحضيرات ضخمة، إذ تم بناء حارة شامية قديمة بالكامل بجميع تفاصيلها حتى تكون موقعا للتصوير، وتحقيق أعلى درجة من الدقة على مستوى الصورة. ويأخذ ديكور «جوقة عزيزة» المشاهد إلى الحارات الشامية القديمة، حيث يصورها للمرة الأولى بشكل دقيق، استنادا إلى بحوث تاريخية، معيدا إلى الأذهان عددا منها، مثل الشاغور البراني، وشارع البدوي، وزقاق البرغل، إلى جانب الملابس الشامية المتعارف عليها في تلك الحقبة الزمنية من حياة سوريا.
ومن من أبرز الفنانين المشاركين في العمل سلوم حداد، نسرين طافش، أيمن رضا، محمد حداقي، نورا رحال، وفاء موصللي، يزن خليل، روبين عيسى، نور صعب، غنوة محمود، يحيى بيازي، عبد الفتاح المزين، رنا العظم، يارا دولاني، سليم صبري، علي كريم، عاصم حواط، إيمان عبدالعزيز، حمادة سليم، وإليانا سعد. ومن تأليف وسيناريو وحوار خلدون قتلان وإخراج تامر إسحق.
وختمت حديثها: سنباشر تصوير الجزء الثاني من المسلسل البدوي «صقار» بالأردن بعد العيد مباشرة، كاشفة ان سبب تأخير التصوير كان بسبب انشغال نجم العمل الفنان رشيد عساف بتصوير مسلسل «بناء في مهب الريح» بتركيا بجزئه الثاني، كما انتهيت من تصوير لوحات بقعة ضوء الناقدة للموسم 15 وهي عبارة عن لوحات فنية ناقدة جميلة كوميدية ومحزنة بنفس الوقت لكنها تدخل السرور والسعادة للصائمين.