فيصل الزامل
زيارة الرئيس بوش الى الكويت والمنطقة هي مناسبة هامة لتأكيد الثوابت الاستراتيجية في العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة، رغم تباين الرأي في الوارد الفلسطيني، غير أن الدور الأميركي في استقرار منطقة الخليج محل اقتناع دول الخليج ولهذا فهي لا تتردد في دعوة واشنطن الى ممارسة هذا الدور عبر الحوار، بعيدا عن التصعيد العسكري الذي اكتوت المنطقة بويلاته ثلاثة عقود من الزمن.
في هذا الإطار نجح أسلوب الحوار في تخفيض مشكلة معتقلي غوانتنامو بنسب متفاوتة بلغت أكثر من النصف لبعض الدول، وأقل منه لغيرها، وذلك في ضوء التنسيق بين البلاد التي ينتمي اليها المعتقلون والولايات المتحدة، وفيما يتعلق بالكويت فقد كان هذا الأمر على رأس أولويات الزيارات الرسمية التي جمعت سمو أمير البلاد - يحفظه الله - مع الرئيس الأميركي، ما أدى الى اطلاق سراح ثمانية ويتبقى أربعة من المتوقع أن يتم اطلاق سراحهم قريبا بعد أن تم استكمال المتطلبات اللازمة تجاههم بعد نقلهم الى الكويت.
ان المسؤولين الأميركان يدركون، حسبما جاء في تصريحاتهم، أن الأجواء العامة في الكويت تكن للولايات المتحدة مشاعر خاصة بسبب الدور الكبير لها في محنتها ابان الاحتلال، وبالذات لأسرة الرئيس الحالي بقيادة الرئيس بوش الأب، الأمر الذي يستدعي الانتهاء من ملف المعتقلين الأربعة حتى تطوى هذه الصفحة الى غير رجعة، بإذن الله.
لقد نشأ معتقل غوانتنامو في ظروف ردة فعل غاضبة بعد تفجيرات نيويورك عام 2001 ومع إدراكنا أن هناك أكثر من غوانتنامو في بلاد عربية أسوأ من غوانتنامو أميركا الا أن ذلك لا يبرر استمرار هذه الممارسة، فقد مرت سبع سنوات لم تظهر خلالها قرائن تكفي لمحاكمة المئات ممن تم اطلاق سراحهم ما يؤكد براءتهم التي تأخر اكتشافها ليس في عدد سنوات السجن فقط، ولكن أيضا في التكلفة الباهظة التي تكبدها هؤلاء الأبرياء وأسرهم طوال تلك المدة.
اننا نرحب بضيف الكويت الكبير، ونتمنى أن يزف الى محبيه في هذا البلد خبر اطلاق سراح الأربعة المتبقين في ذلك السجن بعد أن انتهت السلطات الأميركية والكويتية من استكمال الاجراءات.
فائدة اقتصادية
الدول الأوروبية تقبل بشكل متزايد على الصكوك الاسلامية كونها محملة بأصول وتحقق الأمان، بينما نحن لانزال نحبو في هذه الصناعة التي يبلغ حجمها 37 مليار دولار، وقد أعلنت «آرامكو» أنها بصدد تمويل 50 مليارا من عملياتها عبر اصدار الصكوك، وتستوعب مشاريع الطاقة وحدها 60 مليارا، ما موقعنا ونحن من أولى الدول في الصناعة المالية الاسلامية؟