بقلم: فيصل عبدالعزيز الزامل
٭ ترديد كلمة «التفرد» بغير بيان دقيق لمعناها فتح مجالا للخلط والتعمية، على اعتقاد أن كثرة الترداد كافية لترسيخ أي معنى ولو كان ملتبسا، والصحيح أن التفرد يكون برفض طرف إشراك غيره في الحوار وإبداء الرأي، وإذا انتقل الأمر الى الخلاف يكون التفرد عندما ينصب أحد الأطراف نفسه خصما وحكما، وهو شيء رأيناه من البعض، عبر عنه بقوله «نعم، دبر بليل، لا.. أمس بعد صلاة العصر»... يقول ذلك في البرلمان لزملائه مبينا لهم أن الأمر محسوم خارج القاعة، هذا هو التفرد.
٭ ليس من التفرد أن يقبل الطرف المخاطب الاحتكام الى المحكمة الدستورية، معلنا استعداده للتراجع، هذا المنهج في «الاحتكام» يرفضه البعض مع الإصرار على فرض رأيه، فقط لا غير، يجب أن تسمى الأمور بشكل دقيق، وما كان للناس أن تذهب الى الصناديق وتنتخب يوم 1/12 الماضي لولا أنها اقتنعت بعدم دقة المصطلحات التي يتداولها «البعض» فانصرفوا عنه.
٭لم يهضم الناس أن يطالب «البعض» بشيء في البحرين ويرفضه في الكويت، يقول هناك «على المعارضة أن تمارس العملية السياسية، ومن خلالها تمارس طروحاتها بعيدا عن الشروط المسبقة، والإملاءات» ترى.. لماذا لا يسري هذا المنطق ـ في تفكير البعض ـ على الكويت؟ صيف وشتاء في زمن واحد؟
يا سادة، ويا سيدات،
٭ تقول قوانين العملية السياسية ان علينا متابعة أداء الطرف الموجود الآن في السلطة، ورصد انجازاته وكذلك اخفاقاته، نشجع النجاح إذا حدث، فهو للبلد، ونتحفظ على الإخفاقات التي يبدو أنها ستكثر في الجانب النيابي والحكومي، وبموجب قوانين العملية السياسية ستكون للناس وقفة مع الفاشلين، عبر الصناديق، وليس بغيره من الأساليب التي يرفضها «البعض» في البحرين وفي مصر، ويدعو لها في الكويت!
٭ توريط الشباب لمخالفة القانون بغرض خدمة «مشروع سياسي» ضيق لعدد محدود من الأفراد، وصل الى تقديم عدد كبير من هؤلاء الشباب لافتداء فرد، وفق مشروعه الشخصي، وهذا استغلال بشع جدا لحماستهم.. «افتتاحية الراي.. الجمعة».
٭ تكرار الكلام عن مستوى بعض النواب الحاليين، وأنه متواضع «ماخوذ خيره»، فالسؤال عن هذه النتيجة يوجه الى من أخلى المكان لحدوث مثل هذه النتيجة الحتمية.
٭ يشعر الكويتيون بأن الكرامة التي ديست هي كرامة المواطن الذي يتهجم عليه مجرمون، يقتلون أحباءه ويهينونه في الطرقات، وعدا ذلك فحرية التعبير مكفولة الى الحد الذي طال كرامة رموز الدولة، ولم يسأل هذا «البعض» نفسه عن الفرق بين حرية التعبير والحط من كرامة الغير؟.. ألسنا متساوين في الحقوق.. والكرامات؟!
الخلاصة:
شكرا للأصوات الحكيمة التي ضاقت ذرعا بهذا الخلط وقررت القيام بوقفة تصحيح ومراجعة داخل معظم التجمعات السياسية، وفي المقابل نشعر بالحزن لتجمعات أخرى تم اختزال جمهورها العريض وتاريخها الطويل لمصلحة أجندة قلة قليلة بداخلها، ممن استغلوا «تقاليد عريقة تتعلق بالوفاء والأدب الجم في الجماعة».. أسوأ استغلال!
[email protected]