بقلم: فيصل عبدالعزيز الزامل
الأول: في شغلة ما هي راكبة بدماغي، تعبت بأركبها، مي راكبة؟
الثاني: ما هي؟
الأول: بعض الناس استطاع خلال سنوات مضت أن ينجح ويكون تجارة واسعة وأعمالا ومشاريع في هذا البلد ومع ذلك تجده ساخطا وناقما، ينشر بمانشيتات كلها غضب ويشجع على الفوضى في بلد لا يأخذ منه ضرائب على ملايين الملايين التي حققها من أراض ومقاولات و..و.. الخ، شلون تركب؟
الثاني: فعلا شيء غريب.
الأول: في المقابل، هناك من يعيش على راتب محدود بالكاد يكفي مصاريف الحياة، ومع ذلك تجده يدعو لبلده بالخير والاستقرار ويتألم من الشقاق والفرقة، والسؤال: من هو الأقرب للسخط، هذا أم النوع الأول الذي تراكمت أمواله حتى بلغت عنان السماء، ومع ذلك فهو ساخط، شلون تركبها؟
الثاني: ما تركب.
الأول: مثل هذا السلوك تجده في أشخاص ليسوا من أصحاب الملايين ولكنهم يتمتعون بامتيازات وظيفية، ويجمعون راتبين تقاعديين وتحققت لهم منافع من مناصب مروا عليها أو مازالوا فيها ومع ذلك تجدهم في مقدمة الساخطين الناقمين، بينما صاحب الراتب المحدود يدعو لبلده بالخير والاستقرار ويتألم من الشقاق والفرقة، والسؤال: من هو الأقرب للسخط، صاحب تلك الامتيازات والراتب المزدوج أم هذا المسكين؟
الثاني: شيء يحير.. فعلا.
الأول: في هذا البلد مجموعة ممن أخفى أوراقه الثبوتية لتحسين أوضاعه المعيشية، بعضهم نجح في الوصول الى الجنسية ومع مرور الوقت كشف جنسيته الثانية، وغيره لم يكشفها بعد، المهم أنه مستفيد من امتيازات بلده الأصلي ان كان يملك فيه، أو تخلص من الخوف والضيق اللي كان عايش فيه هناك، وصار في بلد منحه وضعا تفضيليا على الوافد الذي لم يخف أوراقه الثبوتية حتى ندم أحد الاخوة الوافدين لأنه لم يفعل مثل شقيقه الذي صارت لديه بطاقة تسهل له الحصول على كل الخدمات بشكل لا يتحصل للوافد، ومع ذلك هو ساخط.. شلون تركب؟
الثاني: ما تركب.. وهذي من العجائب.
الأول: تصدق هذه السخطة العجيبة وصلت لمن حصل على أعلى المناصب، وصار «سابق» في أي سلطة من السلطات، ومع ذلك اذا جلس في الدواوين وزع سخطه يمينا وشمالا، مع انه كان شريكا فيما آلت اليه الأمور وربما صانعا لها، بل ولايزال مستفيدا من امتيازات موقعه السابق «في.آي.بي»، وين ما راح، على شنو ساخط؟ اش خليت للمواطن اللي متحمل نتائج أفعالك؟من لازم يسخط على من؟
الثاني: شغلة.. تحتاج إلى تحليل نفسي.
الأول: قرأت عن علامات الساعة الصغرى: «قال عوف بن مالك: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اعدد ستا بين يدي الساعة: موت النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم فتح بيت المقدس»، وقد حدث في زمن عمر رضي الله عنه الى أن يقول «ثم استفاضة في المال حتى يعطى الرجل مائة دينار، فيظل ساخطا»، وكان هذا المبلغ في زمن الحديث يقاس بنصف كيلو ذهب، ومع ذلك لا يرضى.
التعليق: في الحديث «من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» والرضا المقصود مرتبط ببقية الارشادات الايجابية (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و«من رأى منكم منكرا فليغيره..»، والذم هو للمتسخط خلقة وطبعا، يرفس النعمة ويجحدها، مآله الى العيش في السخط وضيق النفس، الى الأبد.
[email protected]