بين حين وآخر وأثناء زيارتي لقيادي بوزارة الداخلية سواء في المخافر او الادارات الامنية التي يرتدي ضباطها وأفرادها اللباس الرسمي، فإن الملاحظة التي تضايقني وتشعرني بأن هيبة الرتبة العسكرية بدأت تضعف، بل ضاعت في بعض الادارات الامنية، هي «التحية العسكرية». عندما يلتحق العسكري سواء طالب ضابط او طالب فرد فإن اول تعليم له في كلية الشرطة هو اداء التحية العسكرية لمن هو اقدم منه واداء التحية للعلم. التحية العسكرية تختلف بين التحية الاعتيادية باليد او تحية السلاح، وذلك على حسب الرتبة العسكرية التي تؤدى التحية لها.
وما يشاهد في الآونة الاخيرة ان الكثير من الضباط من صغار الرتب حين يلتقون بضباط اقدم منهم فإنهم يستكثرون أداء التحية المستحقة لهم، اما تكاسلا او تقاعسا، وهذه الحالة تنطبق على العسكريين بعدم الالتزام بأداء التحية للضباط بأي رتبة كانت.
نظرة العسكري المتقاعس عن أداء التحية هي الادعاء بأنه قد أدى التحية في اول الصباح، ولا داعي لتأديتها في كل مرة يلتقي بها بالضابط سواء دخل إلى مكتب الضباط او التقى به داخل المخفر.
هذه المسؤولية ملقاة على عاتق القيادات الامنية وليس على الصغار من وجهة نظري، فالقيادي الذي يتفقد اداراته الامنية واقسامه والمخافر التابعة له عليه التركيز على اداء التحية العسكرية من قبل العسكريين لضباطهم. الضباط القادة عليهم محاسبة الضابط الذي يتقاعس عن محاسبة العسكري لعدم ادائه التحية ليكون رادعا له ولغيره، لان احترام التحية اكثر في العسكرية من احترام الملابس العسكرية، واذا لم يحترمها العسكري او الضابط فإنه لن يحترم نفسه ولن يحترم رتبته العسكرية.
آخر الكلام: نتمنى من وزير الداخلية إشراك قطاع الامن الجنائي في متابعة وملاحقة الفارين من خلية العبدلي، حيث انهم يملكون القوة والمصادر في ضبط المتوارين عن الانظار ولهم سجل ناصع في هذا المجال.
[email protected]