واشنطن - احمد عبدالله
فازت المرشحة الديموقراطية للسباق نحو البيت الابيض هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية في بنسلڤانيا ومازال السؤال مطروحا: متى سيحسم الحزب ترشيحه ولصالح من؟ وتبقى الاجابة رهنا بنتائج الانتخابات المقبلة في تسع ولايات اهمها في السادس من مايو المقبل في ولايتي انديانا وكارولاينا الشمالية، وكذلك اختيارات كبار المندوبين الذين لم يحسموا أمر مرشحهم.
وكما كان متوقعا لم يخيب سكان بنسلڤانيا آمال كلينتون، ومنحوها دفعة قوية للأمام في وجه منافسها الشرس على ترشيح الحزب الجمهوري باراك اوباما.
وبحصول هيلاري على 55% من اصوات الديموقراطيين في الولاية مقابل 45% لخصمها طبقا للنتائج النهائية، يطول بذلك امد الصراع ويتفاقم الشقاق بين اعضاء الحزب قبل مؤتمره القومي في دينفر في اغسطس المقبل.
وفي خطاب الفوز اكدت هيلاري ان هذه النتيجة تؤكد قدرتها على الفوز في الولايات الكبيرة في الانتخابات العامة ضد المرشح الجمهوري جون ماكين واكدت عزمها على مواصلة المعركة حتى «النهاية».
ووسط عدد كبير من مؤيديها ممن تجمعوا للاحتفال قالت المرشحة الديموقراطية سيناتور نيويورك البالغة من العمر 60 عاما «اليوم في بنسلڤانيا اسمعتم صوتكم عاليا وبفضلكم تغير اتجاه التيار».
«لقد اعتبرني البعض خارج السباق وقالوا ان علي ان انسحب ولكن الشعب الاميركي لا ينسحب وهو يستحق رئيسا لا ينسحب، أنا لن اتراجع. لقد كنا نواجه خصما كبيرا تفوق علينا في الانفاق بنسبة 3 الى 1 في محاولة لاخراجنا من السباق الا ان ابناء بنسلڤانيا كان لهم رأي آخر اليوم».
اوباما يقر بالهزيمة
واقر اوباما بهزيمته في خطاب مختصر القاه في مدينة ايفانزفيل بولاية انديانا حيث تجري الانتخابات المقبلة، هنأ فيه هيلاري على فوزها، غير انه حمل عليها بشدة قائلا «لا يمكن ان نزعم باننا ندافع عن العمال ان كان تمويلنا يأتي من جماعات الضغط التي تخنق اصواتهم».
وتابع: «نستطيع ان نكون حزبا يفكر في ان الطريقة الوحيدة للظهور اقوياء بشأن مسائل الامن القومي هو التحدث والتحرك والتصويت مثل جورج بوش وجون ماكين. وتابع «نستطيع استخدام الخوف كتكتيك والتهديد الارهابي لكسب الاصوات»، ملمحا الى شريط ڤيديو اخير في حملة كلينتون يظهر فيه اسامة بن لادن.
وقال ايضا «نستطيع ان نكون حزبا يقول او يفعل كل شيء لكسب هذه الانتخابات او نستطيع ان نكون حزبا لا يركز فقط على كيفية الفوز بل على التساؤل لماذا ينبغي ان نفوز؟».
وحتى الان كسب اوباما عددا اكبر من الولايات من منافسته بحصوله على 28 ولاية مقابل 17 مع حسبان ميتشيغان وفلوريدا اللتين يدور جدل حول قانونية الانتخابات فيهما، وكذلك عدد اكبر من المندوبين (1650 مقابل 1508) ومن اصوات الناخبين (3.13 ملايين مقابل 6.12 ملايين).
لكن فريق كلينتون لفت الى انها كسبت في الولايات «الكبرى» مثل نيويورك وكاليفورنيا وفي عدد من الولايات الاساسية، مثل اوهايو وفلوريدا، التي يعتبر الفوز فيها ضروريا لكي يفوز المرشح الديموقراطي بمفاتيح البيت الابيض في نوفمبر.
وادى فوز هيلاري ببنسلڤانيا الى طرح تساؤلات في صفوف قيادات الحزب الديموقراطي عن السبب الذي حال دون فوز اوباما بالولاية على الرغم من تفوقه المالي الكبير على منافسته. فضلا عن ذلك فان وجود اوباما في المركز الاول منذ وقت طويل وتمتعه بدعم عدد اكبر من المندوبين كانا يكفيان في الظروف العادية لاكسابه زخما كافيا في بنسلڤانيا ومن ثم فوزه بالولاية.
وتسعى هيلاري الى اذكاء الشكوك التي تروج هي لها من ان اوباما لن يستطيع الفوز ضد ماكين بسبب حداثة خبرته السياسية. ويرى مؤيدو هيلاري ان ما حدث في بنسلڤانيا دليل واضح على ذلك اذ انه لم يتمكن من الفوز بالولاية رغم تفوقه على كل الاصعدة.
النساء والرجال البيض إلى جانب هيلاري
وقال انصار اوباما ان التركيب الديموغرافي للولاية ساعد هيلاري على الفوز اذ يقف الى جانبها عادة النساء والرجال البيض من متوسطي الدخل ومن العمال في القطاع الصناعي. غير ان اوباما خاطب ذلك على نحو غير مباشر من انديانا قائلا «لقد جمعنا حول الحزب الديموقراطي مئات الآلاف من الناخبين الذين لم يصوتوا قط من قبل وحشدنا قاعدة هائلة لا يمكن لنا ان نفوز في الجولة الاخيرة من دونها».
وحصد أوباما أكثر من 90% من أصوات الناخبين السود في الولاية الذين لا يشكلون سوى 14% من نسبة الناخبين الاجمالية، مقابل حصول كلينتون على نسبة 60% من أصوات البيض مقابل 40% لأوباما.
الصفحة في ملف ( pdf )