قد يكون تعيين نائب مدير المخابرات العميد عباس إبراهيم مديرا عاما للامن العام من أبرز التعيينات وأكثرها إثارة للاهتمام والجدل.
وإذا كان الأمر قبل التعيين طرح من زاوية الهوية الطائفية لمنصب مدير الأمن العام والتحول الذي طرأ في مرحلة ما بعد الطائف، فإن الموضوع، بعدما أصبح التعيين واقعا حكوميا وقانونيا، مطروح من زاوية شخص اللواء عباس إبراهيم في سيرته ومزاياه، وحيث تتوقف أوساط عسكرية تعرفه وواكبت مسيرته الغنية بالخبرات والتجارب رغم صغر سنة (أول ضابط برتبة لواء في عمر الـ 52 سنة) متوقفة عند ثلاثة أمور ونقاط:
1- المواقع القيادية التي تسلمها في الجيش اللبناني: رئاسة فرع مكافحة الإرهاب والتجسس «قائد فوج المغاوير»، رئاسة فرع مخابرات الجنوب «نائب مدير المخابرات».
2- المهام الدقيقة والصعبة التي تولاها وأوكلت إليه:
٭ مسؤول في الهيكلية الأمنية الخاصة بالقمة العربية عام 2002، وبالقمة الفرنكوفونية عام 2002 أيضا.
٭ التنسيق بين القوات الدولية والجيش اللبناني في إطار تطبيق القرار 1701.
٭ الإدارة الاستخباراتية لمعرفة مخيم نهر البارد من الزاوية المتصلة بتنظيم «فتح الإسلام» وصلاته بـ «مخيم عين الحلوة».
٭ دوره الأساسي في معالجة أحداث 7 آيار وتصفية آثارها وخصوصا مع النائب وليد جنبلاط.
٭ دوره المحوري في الملف الفلسطيني سواء ما يتصل بزمن المخيمات ولاسيما عين الحلوة والعلاقة الأمنية بين المخيمات والجيش، أو ما يتصل بالحوار الفلسطيني بين فتح وحماس الذي كانت له فيه مساهمة ومعرفة وانطلقت أولى جولاته بين عزام الأحمد وأسامة حمدان من بيروت.
٭ دوره في عملية التنسيق العسكري والأمني بين الجيشين اللبناني والسوري.
٭ دوره في مكافحة الارهاب على انواعه والذي من خلاله أقام علاقات واسعة مع دول واجهزة خارجية.
3- علاقته الواسعة الخاصة والوثيقة مع القيادات السياسية في لبنان التي كان بدأها مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بداية التسعينيات عندما كان مسؤولا عن أمنه الشخصي حتى تاريخ انتقاله إلى مديرية المخابرات (90 ـ 93)، ومع الرئيس نجيب ميقاتي وجنبلاط وعون والحريري، إلى قيادة حزب الله والرئيس بري. ويعرف اللواء ابراهيم بأنه ضابط عسكري يحمل عقلا سياسيا من خلفية وطنية ويتبوأ ابتداء من اليوم منصبا رفيعا يتساوى فيه المضمون الأمني والسياسي.
اللواء عباس ابراهيم الذي أعد حسب مقربين منه خطة شاملة لإحداث تغيير في الأمن العام لانه واجهة البلد وصورته، ونقل عنه قوله: «أولويتي ان تشكل مؤسسة الأمن العام اطارا لخدمة الوطن وتأمين الاستقرار السياسي وأمن المواطنين»، وكلما زاد الانقسام السياسي لدينا زادت مسؤولياتنا بوجه خطري إسرائيل والإرهاب».
ويقول اللواء إبراهيم ايضا: «فخامة الرئيس اتى في لحظة مفصلية وكان خيارا اجماعيا لبنانيا وعربيا ودوليا، وإذا كان البعض ممن سبقني يشكل عين الرئاسة، فأنا سأكون عينها وظهرها وحاميها». بتلك العبارات كان بذلك يرد على الاسئلة حول ذلك الزواج الماروني الطويل الذي يربط بين رئاسة الجمهورية ومدير الامن العام.