- وزير الدفاع يرجح التمديد لقائد الجيش دون رئيس الأركان
بيروت ـ عمر حبنجر وزينة طبّارة
مع الشروع بالتحضير للخلوات الحوارية الثلاث، بدءا من الثلاثاء المقبل، أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري زواره انه مازال يأمل في ان ينجح المتحاورون في تجاوز العقد المعرقلة للمسار السياسي، مستغربا مقاربات البعض لحوارات أغسطس، بداعي انها تشكل تجاوزا للدستور، او مصادرة للمؤسسات.
واستقبل بري العائد من إجازة خارجية المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، وهو كان أشار الى محاولات لتعطيل جلسات الحوار قبل انعقادها، رافضا استباق الأمور والحديث عن نتائج مسبقة للحوار آملا ان يأتي المتحاورون الى الحوار بقلوب مفتوحة.
وكان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي يترأس اجتماعات اللجان النيابية المعنية بقانون الانتخابات قال انه لا يستبق اي اجتماع بالتشاؤم، بل أذهب بتفاؤل لكن ان لم نستطع حتى الآن ان نحل مشكلة اساسية فكيف سنحل 4 او 5 دفعة واحدة؟
وتحدث مكاري لصحيفة الجمهورية عن مخاطر عدم التوصل الى حلول، مشيرا الى مخاطر اقتصادية وامنية والى انحلال الدولة والمؤسسات، دولة بلا رأس وبربع وزارة.
وزير الداخلية نهاد المشنوق اكد لقناة ال.بي.سي ان هناك انتخابات رئاسية قبل نهاية السنة، وانه حتى ذلك الحين، لا تعيينات عسكرية او في قوى الامن الداخلي.
وقال ان تمديد خدمة قائد الجيش لا يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء، بل من وزير الدفاع، واذا حصل تجاذب سياسي داخل مجلس الوزراء او خارجه فسنكون نحن خارجه.
المشنوق قال انه سمع تعبيرا من مسؤول دولي كبير لا يذهب من بالي، لقد قال لي: انتم في هذا البلد لا تلاحظون ان هذه هي الدقائق الأخيرة من حياة نظام، ولا احد يجلس الى الأبد ينتظر تطورات لا يعرفها ولا يقوى عليها، تحت شعار انه فقط ملتزم بأمر لا يستطيع تحقيقه، لذلك قال المشنوق: انا أصر على ان هناك انتخابات رئاسية قبل نهاية السنة في لبنان.
بدوره، الوزير نبيل دو فريج، علق على كلام المشنوق بالقول: لماذا علينا الانتظار حتى نهاية السنة، لماذا لا ننزل الى مجلس النواب وننتخب ايا كان؟
اما النائب فريد الخازن فأشار الى وجود «حديث جدي» بموضوع رئاسة العماد عون مع الرئيس سعد الحريري.
اما النائب محمد الحجار فقد اعتبر في تصريح له امس، ان ايران مازالت لا تريد انتخاب رئيس، الا اذا كانت بدأت تقبض ثمنه.
من ناحيته، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رأى أن ملف رئاسة الجمهورية «صعب ومعقد»، لكن التواصل مستمر مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لإقناعه بتأييد العماد ميشال عون.
وشدد جعجع أمام وفد من بلدة تنورين على أن حزب الله غير جدي في ترشيح عون للرئاسة، فهو لا يحتمل خسارة عون والتيار الوطني الحر على صعيد التحالف السياسي، وفي الوقت نفسه لا يريده رئيسا». واعتبر ان امكانية التغيير في لبنان ممكنة فالدولة موجودة لكنها تحتاج إلى خيّال.
في غضون ذلك كشف وزير الدفاع سمير مقبل امس عن اتصالات يجريها مع الزعماء السياسيين، حول التعيينات العسكرية، مرجحا التمديد لقائد الجيش (العماد جان قهوجي) مرة أخرى. أما رئيس الأركان (اللواء وليد سليمان) فلا مجال للتمديد له مطلقا والمطلوب تعيينه بديلا له.
وتطرح مسألة تعيين رئيس جديد للأركان اشكالية سياسية مع النائب وليد جنبلاط، الذي يؤخذ برأيه في اختيار من يشغل منصب رئيس الاركان الذي يختار تقليديا من بين كبار الضباط الدروز في الجيش، ويبدو أن المتقدمين لهذا الموقع العسكري من هؤلاء الآن لا يحظون بمباركته.
من جهته، النائب عاصم قانصوه الأمين القطري لحزب البعث، اعتبرلـ «الأنباء» أن التمديد للعماد قهوجي ضرورة وطنية ملحة، خصوصا انه على مسافة واحدة من جميع الفرقاء اللبنانيين وخبير في تفاصيل واسرار اللعبة الامنية والعسكرية سواء في الداخل اللبناني أو على طول السلسلة الشرقية وتحديدا في عرسال، ورأس بعلبك والقاع ناهيك عن علاقاته المميزة مع الغرب، والتي يوظفها لصالح المؤسسة العسكرية في حرب ضد الإرهاب، فضلا عن ان التمديد له يجنب لبنان أزمة جديدة تحت عنوان من هو القائد الجديد».
وعن قانون الانتخابات قال قانصوه ان اعضاء اللجان النيابية متفقون تحت الطاولة على قانون 1960، ويمارسون من فوق الطاولة هوايتهم في تضليل الرأي العام على قاعدة «نعمل لأجلكم».
وفي هذا السياق الانتخابي نقلت إذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان «القوات اللبنانية» عن صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله ان اجتماعا عقد بصورة سرية الاربعاء في مقر وزارة الخارجية بين ممثلين عن القوات اللبنانية وعن التيار الوطني الحر سعيا لاتفاق الطرفين على صيغة مشتركة لقانون الانتخابات.
وحضر اللقاء الى جانب الوزير جبران باسيل النواب: الان عون وابراهيم كنعان عن التيار وجورج عدوان وملحم رياش عن «القوات» وعدد من الخبراء في الانتخابات، واتفق الطرفان على ان المزايدات في موضوع الانتخابات، لم تعد تجدي نفعا، وعلى الذهاب الى موقف موحد من قانون الانتخابات.
في غضون ذلك وعشية بدء الخلوات الحوارية الثلاثاء، تتحضر حملة «بدنا نحاسب» الى تحرك جديد مع مجموعات الحراك المدني، تحت عنوان إقرار قانون انتخابات يعتمد النسبة، وتقول الناشطة نعمت بدر الدين، ان التحرك سينطلق عصر اليوم السبت باتجاه البرلمان.