- نلمس دائماً من صاحب السمو رؤية ثاقبة ومتابعة حثيثة للملف العراقي ونفساً إيجابياً وبناءً في تعميق العلاقات
- وجود مليون و250 ألف مواطن عراقي من المدنيين في محافظة نينوى يمثل عبئاً كبيراً على القوات المسلحة
- إيران تريد فتح الحوار مع دول الجوار وهناك علاقات صداقة وثيقة تربطنا معها
- أمام الكويت والعراق فرص كبيرة لتطوير علاقتهما على أساس التوازن في العلاقات الاقتصادية والسياسية والعمل المشترك على مكافحة الإرهاب
- تواجه البلدين تحديات أمنية متقاربة مشتركة ويجب أن يكون هناك تعاون سياسي واقتصادي
أسامة أبوالسعود
ثمن رئيس التحالف الوطني ورئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم دور الكويت ودعمها المتواصل للعراق والشعب العراقي على مدى السنوات الماضية سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الجهود الاغاثية وتقديم المساعدات وبناء المدارس والمستشفيات في العراق.
ودعا الحكيم خلال لقاء مفتوح نظمته جمعية الصحافيين الكويتية مساء امس الأول بفندق كراون بلازا بالفروانية الى ضرورة تغليب صوت العقل والحكمة بين الأشقاء العرب وفي منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ودول المنطقة بشكل عام، مشددا في الوقت ذاته على ان ايران تريد فتح الحوار مع دول الجوار وهناك علاقات صداقة وثيقة تربطنا مع ايران.
وفي بداية اللقاء رحب أمين سر جمعية الصحافيين الزميل عدنان الراشد بضيف الكويت والوفد المرافق في زيارته للبلاد مؤكدا على عمق العلاقات التي تربط الكويت والعراق ويجسدها هذا التواصل الدائم بين رئيس التحالف الوطني ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم وإخوانه في الكويت، كما رحب بالسفير العراقي لدى البلاد علاء الهاشمي.
ووجه الراشد تساؤلا للسيد الحكيم عن مجمل ما دار من لقاءات مع القيادة السياسية وأهم النقاط التي تم الحديث حولها فرد الحكيم قائلا «في الحقيقة لنا الشرف شخصيا وإخواني وأخواتي من قيادات التحالف الوطني الذين اتشرف برفقتهم ان نقوم بهذه الزيارة للكويت الشقيقة في اطار التواصل الذي يقيمه التحالف الوطني مع دول المنطقة والدول العربية والإسلامية، فكانت لنا العديد من الزيارات وفي سياق هذه الجولات التي يقيمها التحالف الوطني كانت اولى محطاتنا في دول مجلس التعاون في الكويت لطبيعة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين.
وأضاف اننا دوما نستذكر الموقف الرائد للكويت في دعم الشعب العراقي ودعم العراق في اسقاط الديكتاتورية وبناء النظام السياسي الجديد وفي تفهم الظروف الصعبة التي مر بها العراق على مدى العقد المنصرم، وأيضا الدعم والإسناد الكويتي في المسار السياسي والاقتصادي والإغاثي والإنساني، فدوما وجدنا الكويت حاضرة وداعمة ومساندة ومتفهمة.
ولكل هذه الاعتبارات كانت الزيارة الرمضانية، وانا شخصيا معتاد على هذه الزيارة خلال شهر رمضان ولكن جاءت الزيارة هذا العام بحلة جديدة وهي حلة التحالف وضمن الرسالة التي يحملها التحالف الوطني لدول المنطقة.
وقال اننا في لقاءاتنا المعمقة مع صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الامة، جرى حديث تفصيلي ولاسيما في لقائنا المطول والمعمق مع سمو الأمير، حيث اطلعنا القيادة الكويتية على مجمل الأوضاع الأمنية والعسكرية في البلاد وسير العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل.
وذكرنا ان وجود مليون و250 الف مواطن عراقي من المدنيين في محافظة نينوى كان تمثل عبئا كبيرا على القوات المسلحة وتحدي مهم في كيفية المحافظة على ارواح المدنيين وطرد الدواعش.
حماية المدنيين
وقال ان شعارنا في هذه المعركة حماية المدنيين اولا ومن ثم القضاء على داعش مؤكدا انه تحققت انتصارات كبيرة في غرب الموصل وفي صحرائها الممتدة الى الحدود العراقية السورية، وحصلت عمليات تطهير واسعة غير مسبوقة، ومنذ 2003 الى اليوم كانت هذه الصحراء موبوءة ومليئة بالحواضن للإرهابيين والمعسكرات التدريبية وما شابه ذلك، ولكن هذه اول مرة نقوم بعملية التطهير والوصول الى الحدود العراقية ـ السورية وتوفير الامن الدائم لبلادنا.
ولفت الحكيم الى اننا تحدثنا عن الأوضاع السياسية والأولويات التي نحملها في العراق هذه المرحلة والتأكيد على وحدة وعروبة العراق والقرار السياسي المستقل للعراق ووحدة التراب العراقي وحماية السيادة العراقية بشكل كامل، كما تحدثنا عن الديموقراطية وتمسكنا بالسلوك الديموقراطي والحريات بالرغم من بعض المنغصات التي تحصل في هذا السياق، كما تحدثنا عن ارادة عراقية في بناء دولة ترعى جميع مواطنيها، يتمثل ذلك في اللوائح الوطنية المزمع تقديمها للانتخابات القادمة والأغلبية الوطنية للمرحلة القادمة التي تدير البلاد.
جناحا الديموقراطية
وأشار الى اننا وصلنا الى مرحلة يجب ان يكون فيها فريق فيه مختلف الاطياف يدير البلاد ويتحمل كافة المسؤولية وبإمكان اي فريق آخر من مختلف المشارب ان يكون في صف المعارضة يعترض ويرشد وينضج فكرة جناحي الديموقراطية الاغلبية والأقلية الوطنية وهي الفكرة التي سنعمل على تحقيقها خلال الفترة القادمة في بلادنا، وبقدر ما نحقق الانتصارات العسكرية ولكن عين على داعش والقضاء عليه وعين آخرى على المشروع السياسي الجامع والمطمئن للعراقيين والذي من الممكن ان يلتف حوله العراقيون ويشعروا بالاطمئنان لمستقبلهم ومستقبل بلادهم.
الشريك الأكبر
وأكد الحكيم انه لذلك حمل التحالف الوطني بوصفه الشريك الأكبر في البلاد مشروع التسوية الوطنية والتي تعني مشروعا عراقيا متكاملا يلبي هواجس ومخاوف كل المكونات العراقية، ويعمل جاهدا على تحقيق الوئام المجتمعي، وهي تسوية وطنية لا تختص بالجانب السياسي فقط، بل فيها بعد سياسي وبعد مجتمعي واقتصادي وتنموي وخدمي، وهكذا في المجالات المختلفة الأخرى.
التسوية في إطارها العام
وأشار الى انه عرض هذه التسوية في إطارها العام على سمو الأمير وكبار المسؤولين والقيادة الكويتية لتتم دراسة هذه الوثيقة وان تقدم أي ملاحظات او وجهات نظر لأننا حريصون على ان نستفيد من المشاورات من الدول الشقيقة ودول المنطقة في اثراء هذا المشروع وتعزيز وترسيخ السلم المجتمعي والتعايش والوئام بين أبناء الشعب العراقي، كما تحدثنا عن العلاقة الثنائية العراقية- الكويتية ونعتقد انها على الرغم من كل الإيجابيات الكبيرة والخطوات المهمة التي تحققت وحجم الوفود المتبادلة بين البلدين، الا انها ما زالت دون مستوى الطموح، وأمامنا فرص كبيرة لتطوير هذه العلاقة على أسس عادلة وعلى أساس التوازن في العلاقات الاقتصادية والسياسية والتبادل المعلوماتي والعمل المشترك على مكافحة الإرهاب.
وقال الحكيم إن العراق اليوم بعد هذا المخاض العسير في مواجهة الإرهاب يمتلك من الخبرة والمعلومات والإمكانات العسكرية والأمنية ما يمكن ان يقدمه بسخاء لدول المنطقة ومن يشعر بالحاجة الى هذه المعطيات، ولا شك أن العراق والكويت بحكم الجوار الجغرافي وطبيعة التحديات أمامهما تحديات أمنية متقاربة مشتركة ويجب ان يكون هناك تعاون سياسي واقتصادي، والبصرة بوصفها العاصمة الاقتصادية للعراق والكويت الجار العربي الاكثر تفهما لظروف العراق يمكن ان يمثلا حالة تكاملية في الجانب الاقتصادي.
وأوضح اننا رحبنا بتطوير العلاقات الاقتصادية والمسارات المتعددة المطلوبة في هذا الجانب، وأيضا في موضوع النازحين عملت الحكومة العراقية على اعادة النازحين الى مناطقهم والاستقرار في المناطق المحررة والبدء في اعادة الاعمار والتحضير لمؤتمر موسع للمنح الإقليمية والدولية، وإعادة اعمار المناطق المحررة كون العراق قاتل الدواعش وتحمل كل هذه الاعباء اصالة عن نفسه ودفاعا عن وطنه وأيضا نيابة عن دول المنطقة والعالم، وهذا العدو لو لم نقاتله في العراق ستقاتله دول العالم في كل بلدانها.
وأشار الى ان الكويت تبرعت بعقد مثل هذا المؤتمر الدولي للمانحين على أراضيها متقدما بالشكر على هذه المبادرة، كما ساهمت في مساهمات مهمة في اعادة اعمار المناطق المحررة وإعادة النازحين الى مناطقهم، بالإضافة الى المشاريع الخيرية والإنسانية التي قامت بها وهي محط اهتمام واحترام الشعب العراقي.
واكد اننا وجدنا كما هو عهدنا دائما بصاحب السمو الامير الرؤية الثاقبة والمتابعة الحثيثة للملف العراقي والتعاون الكبير والنفس الايجابي والبناء في تعميق العلاقات.
الحوار البناء
وردا على اسئلة الصحافيين وكان اولها حول الموقف من أزمة قطع العلاقات مع قطر، قال الحكيم: نشعر بقلق كبير ازاء هذا التوتر الكبير، ونعتقد أن الحوار البناء والايجابي بين دول المنطقة، ووضع الهواجس على الطاولة، هو المدخل الصحيح لحل هذه الاشكاليات، أما ردود الأفعال فقد تزيد التوتر وتدخلنا في دوامة كبيرة، والمنطقة فيها ما يكفيها من المشاكل والتخندقات والاصطفافات التي أصبحت مثل البارود الذي يمكن أن يكون عرضة لأي انفجار محتمل نتيجة خطوات متسرعة، ونحن ندعو إلى تغليب صوت العقل والحكمة بين الأشقاء العرب وفي منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ودول المنطقة بشكل عام.
ونحن في العراق ونتيجة للأوضاع الهشة التي نعيشها وللجهد الكبير الذي نصرفه لمحاربة داعش نتأثر بشكل واضح بأي شيء يحصل هنا أو هناك، ولذلك دعونا من قبل إلى حوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية الاسلامية، واليوم ندعو أيضا إلى حوار مباشر بينهما وأن نعالج الاشكاليات بروح الأخوة العربية والاسلامية.
العراقيون موحدون ضد «داعش»
وردا على سؤال حول تواتر الأخبار عن تقسيم العراق بعد الانتهاء من الحرب على داعش، قال الحكيم: لا شك أن العراقيين اليوم موحدون ضد داعش، وهذا العدو كان سببا إضافيا لمزيد من اللحمة الوطنية وتوحد العراقيين في خندق واحد، ولذلك المخاوف مطروحة «ماذا بعد داعش»؟ هل نذهب الى ان الانشغال بأنفسنا في حروب أهلية لا سمح الله؟ هذا ليس واردا لدى العراقيين، أم إلى التشظي ويذهب كل إلى دويلته الخاصة ويتحول العراق الى كانتونات؟ وهل إذا تشظى العراق سيتوقف عند الحدود العراقية أم ان هذا التسونامي سيمتد الى ما وراء الحدود وسيكون له ارتدادات خطيرة على المنطقة؟إذن هو تحدٍ كبير وخطير أمام الأمن القومي العراقي والأمن القومي الإقليمي بشكل عام، وهذا لا يمكن أن يكون خيارا للعراقيين، كما ان الحروب والانقسامات والتشظي لا يمكن أن تكون خيارا للعراقيين، إذن الخيار أن نتفاهم مع بعضنا، والتسوية الوطنية التي نحملها هي المشروع الذي يربط كل العراقيين بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم، ليجلسوا ويضمنوا حقوقهم ويتفقوا، لذلك نحن متفائلون تجاه المستقبل والعراق القادم في 2018 ليس هو العراق النازف الذي عاش ظروف صعبة في فترات سابقة، وأعتقد العراق سيفاجأ أصدقائه وأشقائه في المنطقة (العرب والمسلمين) عندما يلملم جراحه وينطلق انطلاقته الكبيرة ويقدم نموذج راقي من القدرة على التعايش بين أبناء الوطن الواحد.
بناء القيادات السياسية
وحول دور التحالف الوطني العراقي على المستوى الداخلي وما يشهده العراق من معارك في الموصل وعدة جبهات أخرى وأيضا على المستوى الإقليمي، ورئاسته للتحالف في هذه الظروف الحساسة، اكد الحكيم: أعتقد أن التحالف خطى خطوات مهمة نحو المأسسة وبناء القيادات السياسية واللجان التخصصية العشرة والزيارات في الداخل العراقي وزيارة ثمان محافظات حتى الآن والتعرف على مشاكلهم ومتابعتها مع الحكومة والوزارات المختصة، وعقد مؤتمرات مشتركة لحل هذه المشاكل.
العلاقات مع إيران
وردا على سؤال حول العلاقة الجيدة مع إيران وما يمكن أن يلعبه التحالف الوطني والمجلس الإسلامي الأعلى في إطار التفاهمات والتهدئة الإقليمية في ظل تجديد الثقة وإعادة انتخاب الرئيس روحاني لولاية ثانية، قال انه لاشك أننا نسمع من القيادة الإيرانية رغبتها في حل الأزمات وفتح آفاق للحوار بناء مع دول المنطقة، ولاعتبار الجوار الجغرافي الطويل دائما يمكننا في العراق أن نلعب دورا مهما مع إيران، حيث تربطنا نحو 1350 كيلومترا من الحدود والتشاركات الثقافية والاقتصادية والسياسية بين البلدين، ولذلك نحن ننظر الى إيران على أنها دولة صديقة، والعراق تربطه بإيران علاقة وثيقة، ومن ناحية أخرى العراق عربي بأغلبية مواطنيه، ما يجعله لصيقا بالأشقاء العرق، ولذلك بإمكان العراق أن يلعب دور الجسر الذي يربط بين الطرفين الأساسيين، ونحن لطالما دعونا للحوار وصاحب السمو الأمير لديه اهتمام بمثل هذه الاتصالات وتذليل العقبات لحوار مباشر، والعراق والكويت يمكن أن يتكاملا في تشجيع الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات ومناقشة المشكلات بكل جدية.
العلاقة مع كردستان
وأخيرا وردا على سؤال للزميل عدنان الراشد حول العلاقة بين كردستان العراق والحكومة المركزية، قال الحكيم: نحن ننظر الى كردستان على أنه الجزء الأساسي والعزيز على قلونا في العراق، ونحن حريصون على لملمة الأوضاع والحفاظ على وحدة البلد، وحوارنا ووفودنا واتصالاتنا كثيرة بين بغداد وإقليم كردستان لإقناع شركائنا في الإقليم للجلوس ووضع التفاهمات حول العديد من الملاحظات الدستورية التي تضعها بغداد على سلوك إقليم كردستان، وعلى الجانب الآخر هناك لائحة من المطالب لإقليم كردستان العراق، ونحن نقول لنضع كل المطالب على الطاولة ونجعل الدستور هو المسطرة وكل ما وافق الدستور نأخذ به، وكل ما يخالفه نطرحه جانبا، ونحدد أوجه القصور في بغداد أو في إقليم كردستان، ونعود إلى مزيد من التلاحم والشراكة الحقيقية في إطار الوطن الواحد، وهناك إرادة سياسية لتعزيز الوحدة الوطنية.
الوفد المرافق
رافق السيد عمار الحكيم وفد مكون من سماحة السيد علي العلاق قيادي رئيس لجنة الأوقاف بمجلس النواب العراقي والقيادي بحزب الدعوة وعضو الهيئة السياسية بالتحالف الوطني، وعبدالكريم الأنصاري الأمين المساعد لمنظمة بدر والوزير السابق وعضو الهيئة القيادية في التحالف الوطني الشيخ خالد الأسدي القيادي بحزب الدعوة ورئيس اللجنة التشريعية بالتحالف الوطني، وم.ليلى الخفاجي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتحالف الوطني وعضو الهيئة السياسية. ود. رعد الحيدري والسيد أحمد الحكيم.
خطط لتطوير العلاقات بين البلدين
قال سفير جمهورية العراق السفير علاء الهاشمي: ان العلاقات العراقية الكويتية في تنام مستمر ورائع وزيارة السيد عمار الحكيم تأتي لدعم العلاقات بين البلدين، خاصة انها تأتي في شهر رمضان من كل عام، مضيفا ان هناك خططا عديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية بين البلدين لكنها تحتاج الى فترة زمنية لكي نحقق هذا التعاون وفي عدة مجالات حين نتمكن من التخلص من داعش.
ودعا الهاشمي الى زيادة اللحمة الاجتماعية بين الشعبين الكويتي والعراقي، وذلك بهدف وضع قواعد راسخة لعلاقات متينة.
شكراً «كراون بلازا»
وجّه الزميل عدنان الراشد الشكر للزميل د.عماد بوخسمين على استضافة هذا اللقاء المفتوح في فندق كراون بلازا، مثمنا دوره ودور القائمين على الفندق بتوفير كل التجهيزات لاستضافة اللقاء.