إعلان الغرب عن حتمية دخول العالم الإسلامي بدءا بالدول العربية- بما فيها دول الخليج- النظام العالمي الجديد، قد بدأ العمل على تنفيذه، فالمتغيرات السياسية الطارئة على الإقليم تكشف عن قرب تقسيم دول الخليج، وأن كل مقوماته قد جُهزت، فالعراق وسورية في مرحلة الإعلان عن تقسيمهما، ومصر مهمومة باقتصادها وحربها مع المتطرفين، وهما ما اريد بهما تركيعها ثم تقسيمها، اما ايران- عدو الغرب التقليدي- فقد غدت حليفته القوية وذراعه التي سينفذ بها مشاريعه، وها هي قد بدأت في إعداد الداخل الايراني لتقبل تكاليف تقسيم المملكة العربية السعودية بذريعة عجزها عن ادارة الحج، وقد زرعت جماعات مدربة للانقلاب على انظمة الحكم في الكويت والبحرين يليهما باقي دول الخليج، وأنشأت أميركا مركزا تعدُّ فيه برامج لتعليم المعارضة الخليجية- الحديثة العهد بالسياسة والفاقدة للرؤية الاستراتيجية والمتسرعة- تعلمها تطبيق منهج «سطوة الأمة»، وهو المواجهة السلمية للإطاحة بالأنظمة الفاشية. كما اقنعوا المعارضين الهواة بطبيعة الأنظمة الخليجية وهم يضربون لهم المثل في التجربة المصرية التي تعد احدث مثال على تطبيق منهاج سطوة الامة السلمي، ففي يناير 2011 خرج ملايين المصريين في تظاهرات واحتجاجات سلمية انتهت بسقوط نظام الرئيس مبارك، فألهمت شعوب العالم المضطهدة الاقتداء «بالتجربة السلمية» التي بزغت في ميدان التحرير في القاهرة.
يقول منظّرو هذا المنهج ان سطوة الأمة تحتاج إلى ثلاث ضرورات رئيسة إذا ما توافرت لها استطاعت إسقاط الحاكم، وهي:
1- التخطيط واستخدام الوسائل المتاحة، 2- التوحد، 3- المنهاج السلمي الدائم.
عند التخطيط للاحتجاج السلمي يتحتم الأخذ بالمتاح، فمجموعة من 200 شخص ليس عليها ان تنتظر لحين بلوغ عددها المليون، فبإمكانها التعويض عن قلة العدد بعمل سلمي مثير، كما حدث في صربيا عندما خرجت تظاهرة محدودة العدد لكنها جذبت المدينة بأسرها للاشتراك بها، وكان ذلك عندما صنع المتظاهرون دمية لها شكل الرئيس محمولة على برميل كلما ضربها احد اصدر البرميل دويا مضحكاً فاصطفت المدينة في طابور كلّ ينتظر دوره لضرب الرئيس وسماع تأوهه!
وفي مصر وبينما كان الغرب متخوفا من أن يسيطر الإسلام المتطرف على الثورة إذا بشباب ميدان التحرير يغيّرون المشهد إلى آخر أراح العالم وأزال مخاوفه عندما ظهروا وهم يصلون تحت حماية الأقباط، ثم ظهروا وهم يحرسون احتفالا بزواج قبطي لبعض المحتجين!
ونظرا لحداثة المجتمعات الخليجية وللشحن الطائفي الذي تثيره ايران فيها منذ بدء الثورة الخمينية، فإن سقوط الأنظمة حتماً سيجلب الخراب على هذه الدول لما سيجره من احتراب على السلطة ذي طابع طائفي لا يهدأ ولا تنطفئ جذوته الا بتقسيم هذه الدول المُعدّ له ان يتم وفقا لخرائط برنارد لويس المجهزة منذ عهد الرئيس جورج دبليو بوش لهذا الغرض.
[email protected]