نجحت الكويت نجاحا باهرا في تنظيم وإنجاز الفحص عن الإصابة بجائحة الكورونا المستجدة COVID-19 على الفئات الاكثر عرضة وتلك محل الاشتباه بالإصابة بالمرض، وبلغت نسبة من شملهم الاختبار ٢٫١% من إجمالي السكان وهي النسبة الاعلى في العالم، هذا وتعتبر منظمة الصحة العالمية الفحص العمود الفقري لمنظومة مكافحة الجائحة والسيطرة عليها.
لجأت الدولة الى حظر الدخول اليها والى تعطيل الدراسة حتى العام المقبل وتعطيل الاعمال في الدوائر الحكومية وفي القطاع الخاص باستثناء الجهات المسؤولة عن المرافق الحيوية كإنتاج النفط والكهرباء والطبابة والأمن والتغذية ونحوها من أعمال حتى إشعار آخر، وقد لاحظت منظمة الصحة العالمية WHO هذا التنظيم وأشادت به معتبرة كوريا الجنوبية والكويت وسنغافورة انجح دول العالم في مكافحة جائحة كوفيد ـ 19.
معلوم حتى اليوم ان نسبة الوفيات من الاصابة بهذا الفيروس تتراوح بين 1
و٣٫٨% وعادة ما تكون حالات الوفاة بين كبار السن والمصابين بأمراض نقص المناعة أو يعالجون بأدوية تخفض من المناعة وكذلك المصابون بأمراض مزمنة كالفشل الكلوي ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الرئتين والجهاز التنفسي، وخطورة هذا المرض تكمن في سرعة تفشيه وازدياد عدد مرضاه «بدالة أسية» اذ يتضاعف عدد المرضى وفق تقدير منظمة الصحة العالمية كل 26 يوما بشكل عام وهو ما يسمى بمعدل النمو، أما معدل العدوى أو R Knot فيبلغ 2.3 اي ان المريض أو ناقل المرض يمكن ان يعدي 2.3 أشخاص، يعدي كل منهم 2.3 آخرين وبحسب عدد من يخالط المريض من الاصحاء ودرجة التزامهم بالوقاية الشخصية، مما يعني ان اعداد المرضى تتصاعد ببطء بداية فاذا وصلت الى حد معين صارت مضاعفتها تساوي اعدادا مهولة تفاجئ أجهزة المكافحة في الدولة المعنية، فالـ 100 مريض الاولى قد تتجمع خلال شهرين ثم تتضاعف خلال بضعة أيام - وفق معدل النمو- في كل دولة لتصبح 200.400، وتظل تتضاعف هكذا فتبلغ المليون، فمليونين.. حتى تبلغ «حسابيا» 53 مليون حالة بعد سنتين من أول إصابة.
فإذا أخذنا ايطاليا مثالا حيث معدل النمو فيها 4 أيام فقط فإنه من الممكن «حسابيا» ان يصيب المرض 63 مليونا من سكانها خلال 3 - 4 أشهر فقط!، مثل هذه الاعداد لا يمكن لأي دولة تقديم خدمات علاجية مناسبة لها فتزداد الوفيات بينها وتفشل خطط الوقاية والعلاج ويصاب المجتمع بالهلع وتشيع الفوضى ويفقد الأمن وتنهار الدولة، ولا وسيلة لتفادي هذه الكارثة الا بتسطيح المنحنى Flattening Of The Curve اي تجميد عدد الحالات بتقليص معدل النمو وذلك بتفعيل الاختبارات الكاشفة عن الإصابة بالفيروس وعليه تقليل تعرض الاصحاء للمرضى (بعزل المرضى) وبالتباعد المجتمعي والارتفاع بالمقاومة الشخصية.
يذكر انه يجري استخدام بعض أدوية الأمراض الأخرى لتعجيل الشفاء من كوفيد ـ 19 حيث يؤكد الفرنسيون فائدة أدوية الملاريا في تعجيل الشفاء بينما يستخدم اليابانيون علاجات الانفلونزا ويلجأ الأميركيون الى العقاقير التي كانت تستخدم لعلاج سارس وميرس لتشابه الفيروسات المسببة لهذه الأمراض.
[email protected]