ارتفعت حدة التوترات قبل أسابيع على الصعيد العالمي وذلك بعد تهديد أميركي صريح لروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية.
بداية علينا فهم تسلسل العلاقة بين روسيا وأوكرانيا ولا يخفى عليكم أن روسيا مع عدة دول سابقا كان يطلق عليهم الاتحاد السوفييتي والذي يضم 15 جمهورية، منها روسيا وأوكرانيا وجورجيا وبيلاروسيا وأوزبكستان وأرمينيا وأذربيجان، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تفككت هذه الدول.
وكانت روسيا تقريبا هي القيادة المركزية في الاتحاد السوفييتي، لذلك ما زال هذا الفكر سائدا وموجودا بأن أوكرانيا بشكل أو بآخر تمثل تبعية لروسيا، وهناك الكثير من الأحداث التي حصلت بين روسيا وأوكرانيا منذ تفكك الاتحاد، لكن ما يهمنا الآن هو طرح تساؤل مهم: لماذا قامت روسيا بهذا التصعيد مع أوكرانيا لدرجة إرسال الجيش إلى الحدود؟
حلف شمال الأطلسي الـ «Neto» وهو عبارة عن تحالف عسكري دولي يضم العديد من الدول، وهنا تكمن مشكلة روسيا الأساسية، فروسيا ليست ضعيفة اقتصاديا أو سياسيا ولكن مشكلتها تتعلق بــدائـــرة الـ Geopolitics كونها محاطة بدول حلف الـ Neto لذلك ليس بمقدورها اتخاذ أي إجراء عسكري حاسم دوليا بسبب هذا الحصار، مع العلم أنها مؤمنة من جانبها في سيبيريا فلن يحتمل العدو البرد القارس في هذه المنطقة، ولكن المشكلة تكمن فيما دونها.
وأوكرانيا ترغب بالدخول إلى حلف شمال الأطلسي وهي جارة مباشرة لروسيا لذلك ستتفاقم المشكلة الروسية الجيوسياسية وقد تصل إلى أقصاها، لذلك قامت روسيا بإرسال الجنود إلى حدودها وتهديد أوكرانيا والذي تم الرد عليه مباشرة من قبل أميركا بفرض عقوبات مصرفية وعسكرية مع عدم ذكر الرئيس الأميركي لكلمة غير كلمة Consequences والتي تعني التوابع أو العواقب.
قامت روسيا بإرسال جيوشها ولكن بشكل غير علني، وتم كشفه ذلك من قبل أجهزة الرصد الأميركية التي رصدت جنودا روسا يصورون عبر تطبيق Snapchat عند الحدود، لذلك قامت بالرد مباشرة كنوع من التحذير المباشر الذي تم الرد عليه بانسحاب القوات.
وخلال الأسابيع الماضية كنا مهددين بحصول حرب في أي لحظة، حرب شاملة تشترك فيها العديد من الدول ومن الجيد إطفاء نار هذه الحرب.
الدرس المستفاد من هذه الحادثة يكمن في توضيح موازين ومراكز القوى في العالم والذي كشف لنا عن ستاره.