اختلاف المفاهيم والثقافات ممكن يحصل بين دول الشرق والغرب أو بين دول الشمال والجنوب، لكن أبناء الوطن الواحد يختلفون في مفاهيمهم ومرجعياتهم.. كيف؟!
المثل الكويتي الشهير يقول (كلنا عيال قرية.. وكل يعرف أخيه) فالكويت صغيرة جدا بالقدر الذي يصعب معه اختلاف المفاهيم والمرجعيات.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى هل مشكلة البعض مع الحجاب؟ أم مشكلتهم مع لون وشكل الحجاب؟! لتخرج إحداهن وتقول «أنا ليست لدي مشكلة مع الحجاب، فالحجاب بالنسبة لي أشبه بالسكارف.. وتتساءل مع محدثها وتقول ألا ترى أن الحجاب الأسود تحديدا مخيف ومفزع؟!».
إذا كانت مشكلة البعض مع الحجاب ذاته وأنه يسبب لهم التعاسة والضيق فهؤلاء يحتاجون إلى مراجعة شريعتهم التي يتبعونها، فكل الشرائع السماوية تحترم الحجاب وتحث عليه وتحميه ولا تسمح بالإساءة له.
وماذا عن اللباس «الأسود بالأسود» الذي تلبسه أمهاتنا من «ملافع وبواشي وعبي وبراقع»، فلم يتسبب ذلك بالفزع والخوف لأبناء وبنات الكويت ولم تظهر لنا حالات نفسية سببها ذلك اللون الذي افزع السيدة فازعة.
أما إذا كانت مشكلة البعض مع اللون الأسود فقط! فهذه مشكلة مرتبطة بالذوق وهذا أمر يختلف فيه الناس وهو أمر طبيعي فلا يمكن أن نتحكم بأذواق الناس وفرض ذوق موحد وألوان محدده وتحريم لون معين!!
ومن الموافقات قبل أيام قليلة سمعت خبرا طبيا غريبا علي، ويبدو أنه دراسة جديدة تتحدث عن اكتشاف حالة مرضية جديدة توصف (بفوبيا اللون الأسود) يخاف المصاب بها من اللون الأسود تحديدا ويفزع منه.
فإذا كان هذا البعض لديه فزع من اللون الأسود فقد يكونون مصابين بهذه الحالة المرضية وهم لا يعلمون، فيجب عليهم المسارعة والاستعجال بعرض انفسهم على مختصين نفسيين لعل فيه شفاؤهم التام من هذا الفزع.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
awadh67@
[email protected]